- عبد الخالق بادى
– الجيش السودانى لا يهزم
يعتبر الجيش السوداني من أكثر الجيوش الأفريقية والعربية خبرة وقوة، وذلك من واقع ثوابته ومبادئه وبنيته الديمغرافية التى توشحه بوشاح القومية، وكذلك من واقع تجاربه القتالية منذ الحرب العالمية الثانية والتى كان يسمى حينها قوة دفاع السودان، كما أن حروبه مع الحركات المتمردة الأهلية والتى بدأت بتمرد حركة أنانيا (1) حيث دارت حرب بينها وبين الجيش منذ العام 1955 إلى 1978، ثم جاءت حركة الأنانيا(2) عام1978 وحتى 1983، حيث
تم تأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان (SPLM / A)، والتى استمر تمردها حتى1/9/ 2005 حيث تم توقيع اتفاقية السلام بنيفاشا، والتى مهدت وللأسف لفصل الجنوب، وهنالك العديد من الحركات المتمردة نشأت بعد2003 خصوصاً في دارفور، إضافة لانسلاخ حركات أخرى من الحركة الشعبية لتحرير السودان(فى جبال النوبة والنيل الأزرق) والتى كما ذكرنا أنشئت فى 1983 بقيادة جون قرنق.
هدفنا من هذا السرد هو لنبين أن الجيش السوداني ومنذ( 1955) أي قبل الاستقلال وحتى الآن، تعامل مع العديد من الحركات المتمردة فى مختلف بقاع الوطن، ورغم ذلك لم تستطع أي من الحركات المتمردة الانتصار عليه أو قصم ظهره، فهو قد يخسر معركة ولكنه لم يحدث (والحمدلله) أن خسر حرباً، أو تمكنت أي حركة متمردة (بمختلف خلفياتها وأهدافها ) من احتلال مدينة استراتيجية طيلة سبعين عامًا.
فالجيش السوداني صاحب خبرة طويلة في التعامل مع الحروب، ويمكن أن ينسحب، لذا فإن فرحة الميليشيا المتمردة بالسيطرة على مناطق ما هنا وهناك فرحة مؤقتة ولحين، وهي بكل المقاييس لن تستطيع البقاء كثيرا، فمن ناحية ليس لديها أي استراتيجية أو خطط تمكنها من إدارة أي منطقة ولو لأيام، وما حدث خلال الأيام الماضية من إعدامات وقتل علي الهوية لقبائل معينة خير شاهد، فكل ما تسعى له الميليشيا المتمردة هو الخراب والتطهير العرقي، من أجل إحداث تغيير ديمغرافي في مناطق محددة، بعد أن فشل مخططهم الكبير فى الشمالية والخرطوم بدعم إقيلمي ودولي.
الغربب أن عمليات التطهير العرقي بدارفور ترتكبها الميليشيا ضد قبائل حاضنة أو على الأقل مؤيدة لبعض الحركات الدارفورية، والمستغرب أن قادة هذه الحركات اكتفوا بالفرجة، وأفضلهم وأخيرهم من شجب وأدان هذه الإبادة، والعجب العجاب أن الميليشيا المتمردة نصبت كميناً لأحد أفراد تأمين منى أركو وعناصر من حركته، وكل ذلك يتم في إطار التطهير العرقي، وكل ما فعله مناوى هو إدانة الجريمة عبر تغريدة فى منصة(×)، فى حين أنه وقبل يوم أرسل تهديدات بالعودة للحرب فى حال المس باتفاقية جوبا (المحاصصية)، فكيف يستقيم هذا التهديد الغير مبرر مع الاستهداف الصريح من الميليشيا بحركته وقتلها لأقرب الناس إليه وهو بمثابة إعلان حرب على حركته، ثم ألم يقل يومًا أنه سيتدخل في الحرب فى حال تم استهداف المواطنين الأبرياء؟.
ثم أين بقية الحركات الموقعة على اتفاقيات السلام مع الجيش، مما ترتكبه الميليشيا المتمردة من مجازر وإبادة جماعية بحق قبائل تعتبر رافداً رئيسياً لها؟ لماذا هذا الصمت وهي تعلم قبل غيرها وترصد ما يحدث من انتهاكات ضد أهلهم وعشيرتهم؟ لماذا لم يتدخلوا سلماً أو حرباً لإنقاذ تلك الأرواح البريئة التي أزهقت بدوافع عنصرية وأحقاد قبلية؟ لماذا لا تتخذ موقفاً حاسماً لإيقاف التهجير القسري لقبائل لها تاريخ طويل؟ والذي لم نشهد له مثيل إلا في فلسطين من قبل العصابات الصهيونية.
نعود ونؤكد بأن الجيش السوداني معروف بقوته وعزيمته التى لا تلين، كما أن الجندي السوداني مشبع بقيم ومبادىء الجيش وصاحب إرث تاريخي تليد منذ أيام الممالك القديمة نبته وكوش ومرور التى حكمت السودان، فهو لا يقهر، والنصر دائماً حليفه، لذا فإن المرجفين والعملاء والخونة والمتخاذلين الذين يحاولون التقليل أو التأثير على عزيمة ومعنويات الجيش، ننصحهم بأن لا يضيعوا وقتهم ومال سادتهم(المنهوب) فى نشر الشائعات والفيديوهات المفبركة والحديث عن (الكيزان داخل الجيش)، أو أن الجيش غير قادر على الحسم، فمثل هذه الأكاذيب لا تؤثر على معنويات أصغر جندي سوداني، فالجيش والحمد لله لا يحتاج لا لكيزان ولا شيوعيين ولا حزبيين ولا طائفيين، فهو مليء بالرجال الصادقين المخلصين لدينهم ووطنهم، أما (الكيزان) الذين يدعي المتمردون أنهم يقاتلونهم (زورا)، فهم من صنعوهم قبل سبع سنوات ويتحملون وزر كل الجرائم التي ارتكبتها الميليشيا المتمردة، أما الأحزاب والتنظيمات التي تبشرنا بديمقراطية الخراب، والتي يتسول قادتها المنظمات بالخارج ويقفون على أبواب قصور الأمراء والرؤساء لكسب رضاهم، ولو على حساب أرواح ودماء البسطاء، فهؤلاء أصبحوا بلا هدى هائمون على وجوههم تلاحقهم دعوات المواطنين والمظلومين الذين انتهكت أرواحهم وأعراضهم وسفكت دماؤهم وشردوا من ديارهم، لعنة الله على العمالة متى وأينما وكيفما كانت، ونصر الله الجيش نصراً مؤزراً، وأنعم على بلادنا بالأمن والاستقرار.
1٬238 3 دقائق