نالت مدينة كوستي الواقعة على النيل الأبيض (نحو 320 كيلومترا جنوب الخرطوم) نصيبها من أبناء عائدين وضيوف وافدين عقب الاشتباكات الدائرة في الولايات السودانية وخاصة الخرطوم بين ميليشيا الدعم السريع المتمردة والقوات المسلحة.
كما استوعبت هذه المدن الكثير من سكان الخرطوم الذين أجبرهم قصف ميليشيا الدعم السريع على النزوح نحو مدن يمكن الوصول إليها بشكل آمن.
واحتوت المدينة القائمة على النيل الأبيض أحد رافدي نهر النيل الرئيسيين القادمين من الخرطوم بالإيواء والإطعام والأنشطة الثقافية، العدد غير محصي لكن هناك عشرات الآلاف ممن يسميهم أهل كوستي ضيوفًا، رافضين إطلاق صفة نازح أو فارٍ عليهم، بحسب ما أكده الأهالي لوسائل إعلامية.
وذكر نصر الدين عبد القادر: الحراك الثقافي بالمدينة أحدث حالة من الانتماء لجميع الوافدين إليها، أما العائدون إلى جذورهم من أبناء المدينة فقد نشطوا في إحياء ما أضمرته السنين، ومن صور ذلك صيانة السينما التي عادت لاستقبال الجمهور.
كما أن جهد المثقفين ومنظماتهم في كوستي لا يقتصر على المسرح والسينما وغيرهما من المنابر الثقافية والفنية، بل تجاوز ذلك إلى التفاعل مع حاجيات الإنسان من إيواء وإطعام وغيرهما عبر منظمات مجتمعية.
ومن أهمها منظمة كوستي للثقافة والتنمية، التي تعمل على إعداد الطعام في مطبخ مركزي والذي يوزع على مراكز الإيواء. وفي هذا العمل ستجد روائيين ومغنيين وممثلين وأطيافا ثقافية عديدة، مما “يجعل من ساعات إعداد الطعام صالونات ثقافية”.
مثلما تنوعت أشكال الحراك الثقافي في كوستي، تنوعت جغرافيته كذلك، فلم تنحصر فعالياته على المدينة فقط، بل انطلقت من كوستي قوافل ثقافية إلى مدن مجاورة.
حيث نظمت منظمة “بحر أبيض للثقافة والفنون” قافلة ثقافية إلى مدينة “الكوة” قدمت خلالها عرضًا مسرحيا، وأقامت ورشة للكتابة السردية، بالإضافة للقاءات مع مثقفي المدينة.
هذا الحراك تقوم به منظمات عدة مثل “معًا” و”كوستي للثقافة والتنمية” و”بحر أبيض للثقافة والفنون” و”كل الخير”، ومثقفون مستقلون من كوستي وخارجها، إضافة لسكان من المدينة يهتمون بضيوف المهرجان.
