مقالات رأي

السفير عبد الله الأزرق يكتب: أين الرجولة حين تغيب العدالة؟

كنت أعتقد أن أقوى قبيلة بالسودان هي الجيش؛ وذلك لما رأيته في رجال الجيش من تضامن ووفاء للزمالة ورجولة في التصدي لما يصيب بعضهم.

لكن تلك القناعة تزلزلت بعد أن حكمنا الثقب الأسود Black Hole ورفاقه الثلاثة..
هؤلاء لا يكترثون لأخوة أو زمالة أو رفقة خندق..
إرضاء الإمارات يأتي عندهم قبل إرضاء السودانيين كلهم.

ولو أن الإمارات صبّت على السودان المليارات صبّاً (كما فعلت مع مصر) لقلنا: إنهم قدموا مصالح السودان على ما سواها.
ولكنها صبت علينا القذائف والمرتزقة والعملاء، ورغم ذلك تُطاع كلمتها.

وما من دليل على طاعة بن زايد أقوى من إبقاء الرئيس البشير، ورفاقه في الحبس، وهم في الثمانين من أعمارهم باستثناء يوسف عبد الفتاح الذي ينهش السرطان في جسده.
وما عاد حبسهم إلّا لإرضاء ابن زايد المريض بكراهية كل شيء وكل إنسان يمت للإسلام بصلة أو وشيجة.

هؤلاء رفاقكم، ورؤساؤكم، وقادتكم الذين كنتم تدينون لهم بالولاء.
فأين الرجولة، وأين العدالة، وأين الوفاء للرفقة والزمالة؟؟؟

قال الأطباء: إنهم مرضى، وإنهم يحتاجون عناية خاصة.. والعناية غير متوفرة..
فلم هذا التشفي؟ ولم هذا الحقد؟؟

أم أنه الخوف من غضب بن زايد المصاب بالإسلاموفوبيا؟

بن زايد لا يعرف وفاءً، ولا يرعى إلاًّ ولا ذمة.
وقد ورث الغلظة والفظاظة عن أسرته، كابراً عن كابر.
تاريخ عائلته كله مقاتل:
طبيعي لديهم أن يقتل الأخ أخاه!!
وأن يقتل الولد أباه أو عمه!!
وأن يقتل الرجل ابن عمه!!
فما الذي يجمعنا معهم، ونحن نمجّد الرحم والقرابة، ونوقر الجيرة والصحبة؟؟

وأنا أعلم أنه يتابع أحوال البشير، وأين مستقره ومأواه.
وأنت يا سيدي الفريق تعلم.

رأينا محمد بن زايد يزجي الشكر للبشير علانية.
ثم شهدنا كيده وتآمره عليه، بل على السودان كله!!

فيا سعادة الفريق البرهان:
لقد تغيرت أحوال كثيرة في السودان..
وما عادت الهتافات السابقة من قبل القحاتة تخيف أحداً.
بل ما عاد أحد يحترمهم، بعد أن عرف الناس عمالتهم ونذالتهم وانحطاط قدرهم.
ومن ثم فإن ما رموا به البشير ورفاقه لم تعد تجد من يشتريها.

وليس ثمة ما يوجب ” خاطراً ” عندك للغربيين لتبقي على البشير ورفاقه في الحبس ، فقد قالوا عنك – يا سعادة الفريق – ما لم يقله مالكٌ في الخمر .

ودونك ما فعله ضباط صغار بفرنسا في دول غرب أفريقيا .

ألم يَكْفِكُم أنكم منعتم البشير من تشييع أمه وزوجته وأخيه؟؟
أما كان ذلك عاراً وعيباً وشناراً؟؟
هذا والله حقد لا يليق بالسوداني العادي، فكيف بمن يعتلي سنام السلطة!!!

وفي مثل هذا السلوك تربية خاطئة ، وقدوة سيئة لصغار الضباط ، الذين ان يحترمونكم إذا انقلبوا عليكم غداً ، ولا يُستبعد انقلابهم .

ولو أن القيام بانقلاب يوجب ما تفعلونه بالبشير وصحبه، لوجب أن تكون أنت أول المحاكمين..
فقد قدت انقلابين:
انقلابك مع البعثيين، وانقلابك على البشير.
والقحاتة يتهمونك بثالث!!

ومن ثم دعني أدعوك أن تطلق سراح البشير ورفاقه؛ بل اسمح لهم أن يسافروا ليتعالجوا في الخارج؛ لأن تصرفاً كهذا أليق بقائد:
وفاء لزمالة، واحتراماً لقيادة، وإحقاقاً لحق.
وسيقول الناس: هذا تصرف ود بلد يعرف الأصول.

صدقني أن تصرفاً كهذا سيجد من السودانيين قبولاً، بل تقديراً؛ وسيجلب لك شكراً وتقديراً.
فقد عرف السودانيون البشير ورفاقه كفرسان في جيشنا . وعرفوا البشير كأسد الكزاز الزام .

ولو كان بالمراد واليمين مطلوق
ما بنشنق ود أب كريق في السوق

وما بنسجن الفارس بين جدران أربعة ، ولا أحد من رفاقه . فاعرفوا قدر الرجال .

وأنتم يا رجال الجيش الكرام :
أين أعرافكم في إكرام قياداتكم ؟
وأين تقاليدكم في احترام كباركم ؟

كيف ترضون بإهانة فرسانهم الأسود وحبسهم ، والتكييف القانوني لحبسهم محل رفضٍ كبير . وحتى كبار القضاة احتاروا في أمره !!!

📍السفير عبد الله الأزرق
—————————————
9 مايو 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى