أعلن نشطاء سودانيون أمس الأحد أن ميليشيا الدعم السريع دمرت ونهبت بشكل متعمد وممنهج البنية التحتية للمشاريع الزراعية في ولاية الجزيرة، مما سيؤدي إلى توقف مشروع الجزيرة الزراعي لأول مرة منذ مائة عام.
واتهمت لجان مقاومة ود مدني في ولاية الجزيرة، وسط السودان، ميليشيا الدعم السريع بتعمد تدمير البنية التحتية لمشاريع الجزيرة والرهد وسكر الجنيد وإقطاعيات سكر سنار.
وأكدت اللجان أن القوات سيطرت على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، قبل أن تتمدد جنوبًا حتى تخوم ولاية سنار، وهي منطقة تضم مشروع الجزيرة، أكبر مزرعة مروية في أفريقيا تحت إدارة واحدة بمساحة 2.2 مليون فدان.
وأفادت لجان مقاومة ود مدني في بيان صحفي، الأحد، بأن ميليشيا الدعم السريع نهبت آلاف الآليات الزراعية وأدوات التحضير الزراعي والأسمدة والتقاوي، وقامت بترحيلها خارج الولاية، بالإضافة إلى سرقة محاصيل المزارعين الشتوية والصيفية بالكامل.
وأضاف البيان أن مشروع الجزيرة الزراعي لم يتوقف عن الزراعة منذ أكثر من 100 عام، لكنه هذا العام، وبسبب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة منذ ديسمبر الماضي، سيتوقف مزارعو المشروع عن الزراعة للمرة الأولى منذ إنشائه في 1925.
وأشارت لجان مقاومة ود مدني إلى أن ولاية الجزيرة تتمتع بمساحات زراعية شاسعة تصل إلى 5.8 مليون فدان صالحة للزراعة، منها 2.6 مليون فدان مروية ونحو مليون فدان مطرية، والبقية تستخدم للقطاع النيلي والغابات، بالإضافة إلى ثروة حيوانية تقدر بحوالي 2.5 مليون رأس من الأنعام.
واتهمت لجان المقاومة ميليشيا الدعم السريع بتعمد تهجير سكان ولاية الجزيرة قسريًا وتدمير البنيات الزراعية بشكل ممنهج بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، وفقًا للبيان.
من جانبها، أفادت ميليشيا الدعم السريع في بيان صحفي، يوم الأحد، أن القائد أبو عاقلة كيكل تفقد مضخات مياه مشروع الجنيد وود فضل الزراعي شرق ولاية الجزيرة، وتعهد بإجراء عمليات الصيانة والتشغيل للمضخات.
يذكر أن مصنع سكر الجنيد في ولاية الجزيرة هو أول مصنع سكر في السودان، حيث بدأ تشييده في العام 1959 وبدأ الإنتاج في 1962. وتقع إقطاعيات أراضي مصنع السكر غرب سنار في مناطق جنوب ولاية الجزيرة المتاخمة لولاية سنار.
بالإضافة إلى مشروع الجزيرة، يوجد أيضًا مشروع الرهد الزراعي في ولاية الجزيرة، وهو أحد المشاريع الزراعية الرئيسية المعتمدة على الري من الأنهار في السودان، وتم تأسيسه في العام 1977.