كشف مؤتمر الجزيرة عن وفاة نحو 23 شخصًا على الأقل، يوم الثلاثاء، في بلدة الهلالية، ليرتفع بذلك عدد الضحايا منذ فرض قوات الدعم السريع حصارًا على البلدة إلى نحو 382 ضحية.
ومنذ أكثر من أسبوعين، فرضت قوات الدعم السريع حصارًا على مدينة الهلالية، الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترًا شمال شرق ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان، قبل أن تسيطر على البلدة وترتكب انتهاكات واسعة طالت المدنيين.
ويأتي اجتياح البلدة في سياق حملة انتقامية ابتدرتها قوات الدعم السريع منذ 21 أكتوبر الماضي على عشرات القرى المترامية في شرق الجزيرة، عقب انشقاق قائدها أبو عاقلة كيكل وانحيازه للقوات المسلحة.
وقال بيان أصدره مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدني يرصد الانتهاكات إن “عدد الشهداء من مواطني الهلالية الذين تحاصرهم ميليشيا الدعم السريع ارتفع إلى 382 شهيدًا، حيث ارتقى منهم اليوم الثلاثاء 23 شهيدًا بسبب مضاعفات التسمم وغياب الرعاية الصحية، بينهم 9 نساء و6 أطفال”.
وفي تعميم أصدرته منصة “نداء الوسط”، ذكرت مصادر محلية من المنطقة أنه تم تسميم مياه الشرب في البئر، مما أدى إلى إصابة كل من يشرب منها بالإعياء، وتدهور حالتهم حتى الوفاة بعد ساعات وجيزة.
واتهم النداء قوات الدعم السريع بتوزيع مواد غذائية ملوثة بسماد اليوريا والرصاص والزئبق على الأهالي المحتجزين، الأمر الذي أودى بحياة المئات منهم.
وأضاف النداء أن “العصابات وقياداتها الإرهابية تتعمد إبادة عشرات الآلاف من المواطنين؛ فمن لم يمت بنيرانها مات مسمومًا أو جائعًا على أيدي مرتزقتها”.
وأكد النداء أن الوفيات داخل المدينة تتسارع بشكل مرعب، وأن القائمين على مراسم دفن الشهداء لم يعد بمقدورهم الحفر بسبب الجوع والتعب. وأوضح أن عدد الضحايا فاق 400 شهيد، بينهم أطفال وشيوخ لم تتحمل أجسادهم الضعيفة الجوع والعطش، إضافة إلى التسمم الذي أودى بحياة عائلات بأكملها.
ونشرت المنصة مقطع فيديو أظهر مياه الشرب وقد تحولت إلى اللون الأسود الداكن، وأوضح المتحدث في الفيديو أن تغيير لون المياه ناتج عن إضافة مادة شديدة السمية.
