
تُعد الماسونية من أكثر الحركات التي أُحيطت بالغموض والجدل في التاريخ الحديث. نشأت الماسونية كحركة أخوية في أوروبا في القرون الوسطى لكنها تطورت لتصبح شبكة عالمية تسعى للنفوذ الخفي على مراكز القرار السياسي والاقتصادي في العالم. الحركة الماسونيه هي واجهة لمشروع صهيو-غربي يهدف لإعادة تشكيل خريطة العالم بما يخدم مصالح قوى كبرى وعلى رأسها إسرائيل والدول الغربية الكبرى.
إن للمشروع الماسوني نفوذاً واسعاً في مراكز اتخاذ القرار في الدول الكبرى وله امتدادات داخل العديد من المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد. أن هذه القوى تعمل على إعادة رسم خرائط الدول بما يتناسب مع مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية من خلال تأجيج النزاعات ودعم حركات انفصالية وزعزعة الاستقرار في مناطق محددة.
أن ما يُعرف بـ(المشروع الصهيوماسوني) يسعى إلى تنفيذ نسخة حديثة من اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. الهدف من ذلك هو تفتيت الدول العربية والإسلامية إلى كيانات ضعيفة تقوم على أسس طائفية أو عرقية مما يسهل السيطرة عليها واستغلال ثرواتها وتحجيم أي تهديد محتمل للمصالح الغربية والإسرائيلية في المنطقة.
شهدت المنطقة العربية سلسلة من النزاعات والصراعات خلال العقدين الماضيين بدءاً من ما يعرف ب(الربيع العربي) و الحرب في العراق مروراً بالحرب السورية واليمنية وصولاً إلى الأزمة الليبية والآن الأزمة السودانية. أن دولة الإمارات لعبت دوراً محورياً في عدد من هذه الصراعات سواء عبر التمويل أو الدعم العسكري أو السياسي تنفيذا لأجندات خارجية تصب في مصلحة مشروع التفتيت الإقليمي.
اندلعت الحرب في السودان بين الجيش السوداني ومتمردي قوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 لتفتح فصلاً جديداً من فصول معاناة الشعب السوداني. إلا أن هذه الحرب رغم كونها ذات جذور محلية معقدة لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي والدولي. أن هذا الصراع يُستغل من قبل قوى خارجية تسعى إلى تقسيم السودان وإضعاف جيشه الوطني تمهيداً لتحويل البلاد إلى ساحة نفوذ متعدد يخدم المصالح الأجنبية.
وهنالك أطراف إقليمية أبرزها دولة الإمارات بالانخراط في هذا الصراع عبر تقديم الدعم لمتمردي الدعم السريع ضمن رؤية استراتيجية تتماشى مع المشروع الصهيوماسوني الذي يسعى إلى تفكيك الدول ذات الوزن الجغرافي والديموغرافي في المنطقة.
إن فهم الأزمة السودانية ضمن سياقها المحلي مهم لكنه لا يكتمل دون النظر إلى البعد الإقليمي والدولي. فالمشروع الصهيوماسوني كما يُقدمه بعض المحللين ليس مجرد نظرية مؤامرة بل شبكة مصالح وتحالفات تسعى لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم قوى الهيمنة. ومن هنا فإن مقاومة هذا المشروع تبدأ بإدراك أبعاده وتعزيز الوعي الوطني والسعي نحو مشروع وطني جامع يحمي وحدة الدولة واستقلال قرارها السياسي والاقتصادي.
14/5/2025