![](https://samasudan.net/wp-content/uploads/2025/02/موقع-إلكتروني-رابط-سيرة-ذاتية-لمدوِّن-أصفر-وأسود-وبنفسجي-باستل_20250204_124406_٠٠٠٠.png)
التصعيد التشادي ضد السودان وتداعياته :
في 2 فبراير 2025 أفادت مصادر عسكرية سودانية بقيام الجيش التشادي بقصف مباشر لمواقع الجيش السوداني على الحدود الغربية مما يشير إلى تصعيد خطير في التوترات بين البلدين. يأتي ذلك في ظل الاتهامات المتزايدة لتشاد بدعم مليشيات الدعم السريع عبر توفير الدعم اللوجستي والفني عبر مطار أم جرس واستقدام مرتزقة من القبائل التشادية للقتال بجانب المليشيا. كما أصبحت تشاد ممرًا أساسيًا لعبور المرتزقة من دول شمال وغرب إفريقيا إلى السودان.
هذا التطور يتزامن مع تقدم القوات المسلحة السودانية ميدانيًا في حربها ضد المليشيات مما دفع بعض الدول إلى تغيير مواقفها تجاه الصراع وهو ما قد يكون أحد دوافع التصعيد التشادي. تشير التقارير إلى أن الإمارات تدعم الدعم السريع عبر تشاد مما يعني أن نظام ديبي قد يكون تحت ضغوط أو اتفاقات مع أبوظبي لدعم المليشيات. تشاد تضم قبائل ذات امتداد في السودان خاصة في إقليم دارفور وبعض هذه القبائل تشارك في الصراع بجانب مليشيات الدعم السريع. الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي يواجه ضغوطًا داخلية وقد يستخدم الصراع الخارجي لحشد الدعم الداخلي وتخفيف الأزمات الداخلية.
انتصار الجيش السوداني قد يؤثر على المعادلات الإقليمية خاصة أن السودان قد يدعم المعارضة التشادية المسلحة كخطوة انتقامية. تشاد تعاني من عدم استقرار داخلي بسبب الصراعات بين الجيش التشادي والجماعات المسلحة وقد يكون التصعيد ضد السودان محاولة لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية.
من السيناريوهات المحتملة المواجهة المباشرة بين السودان وتشاد (حرب إقليمية). إذا استمرت الهجمات التشادية وتصاعد الدعم للمليشيات فقد يقرر الجيش السوداني الرد عسكريًا سواء عبر ضربات جوية تستهدف القواعد العسكرية التشادية الداعمة للمليشيات. او دعم المعارضة التشادية المسلحة لضرب استقرار النظام في نجامينا.
لكن الحرب المباشرة ستفتح جبهة جديدة أمام الجيش السوداني وهو ما قد يشتت جهوده في الحرب ضد مليشيات الدعم السريع.
قد يلجأ السودان إلى تقديم شكوى إقليمية ودولية ضد تشاد في الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. التحركات الدبلوماسية قد تؤدي إلى ضغط دولي على تشاد لإيقاف دعم المليشيات.
إذا تفاقم الصراع قد تتدخل دول مثل الجزائر (التي ترفض التدخل الأجنبي في السودان).
الولايات المتحدة التي تسعى لاستقرار المنطقة لكنها تدعم السودان بشكل محدود.
كانت بعض الدول الافريقية تدعم الحياد لكنها بدأت تميل لصالح الجيش السوداني مع تقدم قواته ضد الدعم السريع. دول مثل إثيوبيا وأوغندا قد تضغط على تشاد لوقف تدخلها.
مصر تدعم السودان بشكل غير مباشر وقد تستخدم نفوذها الإقليمي للضغط على تشاد.
الإمارات ستظل تدعم متمردي الدعم السريع مما يعقد المشهد.
واشنطن لم تتخذ موقفًا حاسمًا لكنها لا تريد تصعيدًا جديدًا. فرنسا تدعم نظام ديبي لكنها قد تسعى لتخفيف التوتر لمنع انهيار تشاد.
مستقبل العلاقات السودانية التشادية إذا تصاعدت الهجمات فإن السودان قد يتخذ إجراءات عسكرية مضادة مما يهدد باندلاع حرب مفتوحة. إذا تدخلت القوى الإقليمية فقد يتم احتواء الأزمة دبلوماسيًا دون تصعيد عسكري كبير.
تشاد تواجه تحديات داخلية وقد يؤدي تصعيدها ضد السودان إلى تفاقم الأوضاع داخلها مما يهدد استقرار نظام ديبي.
الوضع قابل للانفجار لكن حربًا شاملة بين السودان وتشاد غير مرجحة حاليًا بسبب الضغوط الدولية والإقليمية. ومع ذلك فإن استمرار دعم تشاد للمليشيات قد يدفع السودان لاتخاذ إجراءات عسكرية محدودة مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
🖋️عبدالمنان ابكرعمر
4/2/2025