1بلغ الاستهبال السياسي لدى الرؤساء الأفارقة القمة فما ادعوا أنها قمة لمعالجة الأزمات في السودان والصومال، وشواهد الاستهبال السياسي مدفوع الثمن مقدماً لا تحتاج إلى ذكاء ولا إلى معرفة بالسياسة، إنما تحتاج فقط لقراءة البيانات المهترئة التي يصدرونها عقب كل قمة يعقدونها بلا جدوى.عقدت “منظمة الجراد” أربعة قمم حول السودان وكل قمة تأتي بنتائج أسوأ من سابقاتها، إلى أن بلغت القمة الأخيرة التي قبل الأسبوع الماضى حضيضها في عنتيبي … كيف ولماذا؟.
2القمة التي دعوا لها لمعالجة الأوضاع المتأزمة في السودان، والأزمة بين الصومال وأثيوبيا، لم تحضرها لا السودان ولا أثيوبيا، يعني مولد وسيدو غائب، فتحولت لمناسبة للردح السياسي. ذكرتني هذه القمة المستأجرات النائحات “اللائي يبكين ميت لا يعرفنه ويقبضن الثمن”.
3 البيان الذي تمخضت عنه قمة الرؤساء غير المحترمين احتوى على تسع فقرات، من هذه التسع فقرات ثمانية خصصت للسودان، وتنحصر كلها في دعوات تم ترديدها من قبل عدة مرات، هي ذات الأجندة التي صدرت عن قمم الإيغاد السابقة. مثلاً دعا البيان للقاء بين البرهان وحميدتي مجدداً في غضون أسبوعين وكان هؤلاء الرؤساء أنفسهم أطلقوا ذات الدعوة في قمة سابقة، ووافق الرئيس البرهان والتزم بالحضور ولكن المتمرد حليفهم لم يظهر والذين أخفوه من قبل قرروا ألا يحضر وقتها اعتذرت الإيغاد بأن سعادة الجنجويدي المتمرد حميدتي لن يحضر لأسباب فنية!!! يتم هذا الاعتذار في ذات الوقت التي لم تمنعه تلك الأسباب من التجول في أرجاء أفريقيا بل في دول الإيغاد ذاتها!!!.ألم أقل لكم إنها قمة المستهبلين؟
4دعوا في بيانهم مرة أخرى إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار وهي ذات الدعوة التي تم إطلاقها من قبل في خطة خفض التصعيد تبنتها قمة الإيغاد الأولى. إذن ما الداعي لهذه الدعوات المكررة والفارغة؟!!. في البيان أيضاً تقرأ هراء كثير عن الوضع الإنساني ومناشدات المجتمع الدولي لدعم السودان في المجالين السياسي والإنساني وقد فعلوا ذلك من قبل وحصدوا الرماد فلا دعم إنساني ولا دولي وصلا.
5وأهم فقرة استوقفتني في بيان قمة الجراد هذه تقول ( وجهت الأمانة العامة للإيفاد بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي إلى مراجعة خارطة الطريق لحل النزاع في جمهورية السودان، والتي تم اعتمادها في الدورة العادية الرابعة عشر لرؤساء دول وحكومات الإيغاد، مع تحديد جداول زمنية واضحة؛ وخلال شهر واحد لعقد عملية سودانية مدنية وسودانية القيادة نحو حكومة ديمقراطية في السودان.)…
6هؤلاء المستهبلون يقررون في غياب أهل الشأن عملية سياسية سودانية القيادة ويمشوا بها نحو حكومة مدنية ديمقراطية وذلك خلال شهر واحد فقط!!!.هل يمكن أن يتصور عاقل أن تتم عملية سياسية شاملة خلال شهر واحد وممن؟، عملية سياسية واسعة تعني مشاورات مع كل القوى السياسية داخل وخارج السودان والاتفاق على أجندة ثم مفاوضات حولها وصلاً لاتفاق بين القوى المشاركة في المشاورات ثم المضي لتكوين حكومة.. وإلى أن تتفق الأحزاب السودانية ببلاهتها المعتادة وصراعاتها السقيمة على برنامج وحكومة… يكون جراد الإيغاد أفنى وأباد ماتبقى من ثروات الشعب السوداني بواسطة سلاح الجنجويد.!!.
7طبعاً يمكن أن تسعى منظمة الجراد لنصيب عويش (تقدم) ممثلاً رسمياً للشعب السوداني وتطلب منها تكوين حكومة رئيس الوزراء السابق ليكمل ما بدأه من تدمير للدولة السودانية. لكن هب أنهم فعلوا ذلك أقصد منظمة الجراد وبدأوا عملية سياسية زائفة وكونوا حكومة مثل حكوماتهم تلك فماذا ستفعل وكيف ستعمل ومن أين ستدير عملها؟، إذا كانت حكومتهم السابقة التي كانت مكتملة الأركان ويحرسها الجيش السوداني والدعم السريع وقطاع واسع من الشعب قد فشلت وقادت لكارثة الحرب فما ستفعل حكومة المنفى العميلة هذه التي لا تملك من أدوات السلطة شيئاً والشعب أغلبه ضدها؟.
8انتهى أمر منظمة الجراد هذه أو هكذا ينبغى أن يكون وندعها لأحلامها ومؤامراتها ولتواصل مسيرة دعمها للمتمردين وعويش تقدم وتمضي الحكومة السودانية للتمسك بالحوار خلال منبر جدة المدعوم دولياً والذي تفرض مخرجاته على المليشيا التزامات محددة إذا رغبت في إنهاء الحرب ولا ينبغي أن تسعى لمنبر سواه. مستصحبة التزاماته المطلوب انفاذها وعلى قيادة الدولة أن ترهف السمع لنبض شعبها بالداخل ولا تمنح أذنيها وعقلها و تهدر وقتها في مع من لا يملكون لها نفعاً ولايضرونها الا اذى.