كشفت وزارة الصحة السودانية، أول أمس الجمعة، عن 42 ألف متعايش مع فيروس نقص المناعة “الإيدز” في السودان يعاني أغلبيتهم من انعدام التشخيص أو العلاج في ظل الحرب.
وقال وزير الصحة السوداني المكلف هيثم محمد إبراهيم في تعميم صحفي أن وبائية الإيدز في السودان ظلت تصنف كوباء منخفض طوال العشرة أعوام الأخيرة، حيث قدرت معدلات انتشار الإيدز وسط عامة السكان العام الماضي بحوالي 0,1% كما بلغ عدد الأفراد المتعايشين مع الفيروس في ذات العام بحوالي 42 ألف متعايش.
وأقر الوزير بوجود تحديات تواجه الحد من انتشار الإيدز، أبرزها الأزمات الاقتصادي وعدم استقرار البلاد والظروف الحالية المعقدة بجانب تأثر مرضى الإيدز بالحرب حيث تظل الغالبية بدون تشخيص أو علاج بالإضافة إلى انقطاعهم عن العلاج، مما يلزم الجميع ببذل الجهود للوصول للمرضى وتوفير العلاج لهم.
وأكد الوزير أن مرض الإيدز لا زال من المهددات الصحية في السودان، وأرجع ذلك لعدة أسباب منها عدم استقرار التجمعات السكانية ومجاورة البلاد لدول ذات معدلات إصابة عالية بالفيروس والتداخل بين دول الجوار وحركة النزوح والتجمعات السكانية، علاوة على الوصمة التي لا زالت تشكل هاجساً.
وأشار إلى أن الوزارة تتصدى للوباء من خلال تنفيذ البرامج والاستراتيجيات التي تستهدف الحد من انتشار المرض ممثلة في الفحص وتوفير العلاج وخدمات الفحص واستخدام استراتيجيات الوقاية.
وأوضح الوزير أن وزارة الصحة الاتحادية والمجتمع الدولي يعملان لمكافحة مرض الإيدز، مؤكدا أن الاهتمام بمرضى الإيدز تحقيقا لشعار “لن نترك أحدا خلفنا”.
وشدد على ضرورة دور الرسالة الإعلامية الإيجابية في توعية المجتمعات ومكافحة الوصمة، وتابع “لا بد من تحديد الرسالة وطرق التواصل خاصة أن التوعية صمام الأمان في الحماية ومكافحة الوصمة”.
وأعلن الوزير عن أهداف التنمية السياسية المستدامة بحلول عام 2030 الخاصة بإنهاء مرض الإيدز بالسودان باعتباره تهديداً للصحة العامة وفق الاستراتيجيات الموضوعة.
وأكد الوزير التزام وزارة الصحة الاتحادية بتوفير معينات الفحص والعلاج بالإضافة إلى توفير خدمات نقل الدم الآمنة والإيفاء بمتطلبات مكافحة العدوى والتخلص السليم من النفايات الطبية وتقديم خدمات منع الانتقال الرأسي للفيروس من الأم المصابة إلى جنينها.
ودعا للعمل يداً بيد من أجل بلوغ التغطية الشاملة والقضاء على الإيدز.
ويعيش القطاع الصحي في السودان منذ سنوات في تدهور مستمر، ما جعل استجابته للأوبئة ضعيفة للغاية، وسط مخاوف من أن ينهار جراء الحرب المندلعة بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل هذا العام.