
- من المحزن أن لا تحظى الفظائع والجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية في معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور بالاهتمام اللازم من الحكومة السودانية حتى بعد أن تبارى المجتمع الدولي ودول الإقليم في إدانة تلك الجرائم بلغةٍ صارمة.
- قتلت المليشيا آلاف المدنيين العزل في معسكر زمزم، وحرقت المعسكر ودمرته واغتصبت النساء وروعت الأطفال وقتلت الرجال والشيوخ وهجَّرت مئات الآلاف من قاطني المعسكر، فاضطر من بقوا على قيد الحياة إلى الفرار من المعسكر سيراً على الأقدام وعلى ظهور الدواب لمسافات طويلة، وروى الأطفال والنساء بدموع الدم شهاداتٍ مروعة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها مليشيات آل دقلو الإرهابية بحقهم وحق ذويهم، حيث تم حرق مواطني المعسكر أحياءً والتمثيل بجثثهم، بذات النهج الإرهابي المتوحش الذي حدث لمواطني مدينتي الجنينة وأردمتا في ولاية غرب دارفور، عندما ارتكبت المليشيا جرائم إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً وجرائم حرب ودفنت أبناء قبيلة المساليت وهم أحياء، كما قتلت الوالي المغدور خميس أبكر ومرافقيه ومثلت بجثامينهم ودهستها بالسيارات ورجمتها بالحجارة وعلقتها في الأشجار في يومٍ أسود وحزين، لن يغفله تاريخ السودان الحديث.
- اليوم شاهدنا مقطع فيديو جديد لأحد قادة المليشيا المجرمة وهو يتوعد سكان معسكر (أب شوك) بالقتل والتشريد ما لم يبادروا بإخلاء المعسكر، وسط صمت محزن من الحكومة السودانية، التي تعاملت مع الفظائع المروعة التي ارتكبتها المليشيا في معسكر زمزم ببرودٍ صادمٍ ومحزن، ولم تعقد حتى مؤتمراً صحافياً تكشف فيه حقيقة الأهوال الكبيرة والجرائم المروعة التي حدثت تحت سمع وبصر العالم أجمع، وبإشراف مباشر من المجرم الإرهابي المتمرد عبد الرحيم دقلو، الذي ظهر في مقطع فيديو من داخل معسكر زمزم اعترف فيه ضمنياً بمسئوليته المباشرة عن تلك الجرائم الصادمة.
- استمر صمت الحكومة السودانية فلم تعقد مؤتمراً صحافياً لتكشف فظاعة ما حدث في (زمزم)، حتى بعد أن تبارت العديد من المؤسسات الأممية والدولية والإقليمية والعديد من منظمات حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة وعدد من الدول في إدانة الجرائم المروعة التي ارتكبها المتمردون في معسكر زمزم للنازحين.
- أمِن المتمردون العقاب فأساءوا الأدب، وها هم يجاهرون برغبتهم في تكرار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في معسكر أب شوك، ويجب على الحكومة السودانية ممثلةً في المجلس السيادي وحكومة إقليم دارفور ووزارتي الخارجية والإعلام والقوات المسلحة ممثلةً في ناطقها الرسمي المبادرة بعقد مؤتمر صحافي تحضره كل وسائل الإعلام العالمية لتكشف فيه حقيقة الجرائم المروعة التي وقعت في معسكر زمزم وتحذر المليشيا من تكرارها في معسكر أب شوك، الذي يقطنه مئات الآلاف من النازحين العزل، وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته ومعاقبة المليشيا الإرهابية وإلزامها بالكف عن قتل المدنيين وتهجيرهم وتنفيذ القرار الأممي الذي يقضي برفع الحصار عن مدينة الفاشر والكف عن مهاجمتها على الفور.
- أخرجت المليشيا لسانها للقرار الصادر من مجلس الأمن الدولي بخصوص مدينة الفاشر ورفضت تنفيذه واستمرت في محاصرة وتجويع ملايين المواطنين الأبرياء في مدينة عريقة، لم تجد من يأبه لأهلها المنكوبين.
- الفاشر الصامدة الأبية تنادي ضمير العالم الحر، وتطلب من المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته وأن ينفذ قراراته وتعهداته لإنقاذ أهلها من الموت جوعاً وقصفاً بالمدافع الثقيلة والمسيرات المجرمة، أما سكان معسكر أب شوك فينتظرون من العالم أن يهب ليمنع المليشيا الإرهابية من أن تفعل بهم ما فعلته برصفائهم المنكوبين في معسكر زمزم.
- لا يجوز للحكومة السودانية أن تصمت عن المذابح التي وقعت في معسكر زمزم، ونتوقع منها أن تتحرك لتكشف للعالم الأهوال التي ارتكبها المتمردون في حق مئات الآلاف من أهالي المعسكر الذي تحول إلى رماد، ونتوقع منها أن تنظم مؤتمراً صحافياً تدعو فيه كل وسائل الإعلام العالمية وتكشف فيه حقيقة ما حدث، وتعرض خلاله روايات الناجين من المحرقة ليعلم العالم أجمع مقدار الجرائم والفظائع التي حدثت في زمزم، وتحذر المجتمع الدولي من السماح للمليشيا بتكرار تلك الفظائع في معسكر أب شوك.. ألا قد بلغت؟ اللهم فاشهد!