أكد تقرير استخباري عالي الموثوقية أن ميليشيا الدعم السريع تعرضت لضربات موجعة وخسائر فادحة خلال شهري يناير الماضي وفبراير الحالي، وذكر التقرير أن الجيش السوداني والقوات النظامية المساندة له استعادت زمام المبادرة، وتحولت إلى الهجوم في ولايتي الخرطوم والجزيرة بعد أن اتبعت إستراتيجية دفاعية محكمة خلال عشرة أشهر من الحرب التي تدور في السودان منذ منتصف شهر أبريل الماضي، لجهة أنها لم تكن مستعدة للحرب كما ينبغي، بعكس الدعم السريع الذي جهز نفسه للحرب بطريقة جيدة وحشد لها عشرات الآلاف من الجنود في العاصمة السودانية الخرطوم وولايات أخرى، وخزّن كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي في (480) منزلاً وعشرات المزارع حول الخرطوم، علاوة على ملء مخازن معسكراته بالأسلحة والتاتشرات والمدافع الثنائية والرباعية والمدافع المضادة للدروع، كما تلقى دعماً لوجستياً ضخماً من الإمارات عبر جسر جوي ضخم نظمته له دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مطار أم جرس في دولة تشاد، وأفاد التقرير أن الجيش السوداني نجح في تنظيم صفوفه وامتصاص الصدمة وحشد قواته وتحول إلى الهجوم مؤخراً، واستخدم مسيرات حديثة استجلبها من عدة دول منها، مسيرات (مهاجر) الإيرانية، علاوة على مسيرات أخرى انتحارية وخفيفة، استخدمها في ضرب مواقع وتجمعات ميليشيا الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى، كما نجح عبر قاذفاته من طراز (يوشن وأنتينوف) في تدمير مواقع ومخازن الأسلحة الخاصة بمتمردي الدعم السريع في مناطق الزرق ونيالا والفاشر والجنينة والضعين، كما استخدم مدفعية حديثة في دك معاقل المتمردين في الخرطوم، علاوةً على طلعات سلاح الجو السوداني المكون في غالبه من طائرات الميج والسوخوي وK8 الصينية المعدلة، والتي استخدمت بفعالية لتدمير قوات الدعم السريع المتمردة في ولايتي الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور الخمس وفي شمال ووسط وغرب كردفان، وأكد التقرير أن ميليشيا الدعم السريع فقدت أكثر من عشرين ألف مقاتل ومستنفر وقعوا قتلى وجرحى خلال شهري يناير وفبراير، سيما في مدينة أم درمان التي تشهد تقدماً سريعاً وقوياً من الجيش السوداني الذي نجح في فصل ميليشيا الدعم السريع الموجودة في غرب أم درمان عن القوات الموجودة في حي الملازمين ومنطقة الإذاعة، كما أفلح في الربط بين قواته الموجودة في منطقة وادي سيدنا العسكرية مع القوات المرابطة في منطقة أم درمان العسكرية، ونجح في تشوينها بالأسلحة النوعية والذخائر لتصبح على أهبة الاستعداد للانفتاح جنوباً وغرباً، وباتجاه مدينة الخرطوم أيضاً، وأشار التقرير إلى ارتفاع حالات الهروب بين مليشيات الدعم السريع تبعاً لتفشي الرعب بينها بسبب ارتفاع معدلات الخسائر البشرية فيها.
محاولات فاشلة لتفويج المقاتلين
ذكر التقرير الاستخباري أن الأيام الماضية شهدت حراكاً محموماً من قادة ميليشيا الدعم السريع لتدارك الخسائر البشرية الهائلة التي تعرضت لها قواتهم، وأن عبد الرحيم دقلو أرسل وفداً بقيادة اللواء المتمرد جدو أبو شوك وعدد من نظار وعمد قبائل غرب السودان إلى الشيخ موسى هلال في منطقة مستريحة طالبين منه التدخل وإطلاق مبادرة لإنهاء الحرب، بعد أن استفحل الموت وسط أبنائهم وأصبحت قبائلهم معرضة لخطر الإبادة والإزالة من السودان، وذكرت مصادر موثوقة أن موسى هلال رفض في بادئ الأمر وذكر لهم أن قادة الدعم السريع قتلوا ابنه وهاجموا مستريحة غدراً خلال عزاء والدته وسجنوه خمس سنوات ظلماً وصادروا سياراته وأمواله وممتلكاته واشترط رد المنهوبات قبل الدخول في أي تفاهمات، الشيء الذي دفع عبد الرحيم دقلو لعرض مبلغ 900 مليون جنيه لموسى هلال مع وعد برد سبعين عربة مقاتلة أخذت من هلال سابقاً، سعياً لدفعه إلى التوسط أو إقناع أبناء قبيلة المحاميد بالانضمام إلى ميليشيا الدعم السريع لكن تلك المساعي كللت بالفشل الذريع.
هلاك معظم القادة
شهدت الفترة الماضية مقتل عدد كبير من القادة الميدانيين الكبار لمتمردي الدعم السريع، وكان من بينهم العميد خلا محمود عبد الرحمن نورين قائد ثاني معسكر منطقة صالحة، والرائد خلا محمد أحمد دبوك قائد معسكرات الاستنفار بالفاشر، الذي تعرضت عربته للقصف فقتل هو وحراساته، أثناء تعامل الطيران، وكان مشغولاً بتوجيه المضادات الأرضية للتصدي لمقاتلات سلاح الجو السوداني، كما شهدت الأيام الماضية مصرع العقيد خلا حمدان آدم القوني مدير مكاتب قائد التمرد حميدتي، كما تعرض العقيد خلا عبد الله قروش قائد العمليات في أم درمان إلى إصابة خطيرة إثر قصف جوي بالمسيرات قبل أيام من الآن، كما لقي العميد خلا موسى عبودة (الملقب بمسمار النص في الدعم السريع) مصرعه في قصف جوي تعرضت له ميليشيات الدعم السريع عصر يوم الثلاثاء الماضي في مدينة فداسي بولاية الجزيرة.
خسائر ضخمة وهروب من الفاشر
تعرضت ميليشيات الدعم السريع خلال الأيام الماضية إلى خسائر ضخمة في شرق مدينة الفاشر إثر قصف جوي مركز تسبب في تفشي حالة من الرعب بين الميليشيات التي اضطرت إلى سحب قواتها من الفاشر باتجاه مدينة مليط، واضطرت الاستخبارات والشرطة العسكرية لميليشيا الدعم السريع لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة ببوادي فوربرنقا والجنينة لمنسوبيها الهاربين من العمليات العسكرية في الفاشر وبابنوسة.
وذكر التقرير أن ارتفاع معدلات الخسائر البشرية وسط متمردي الدعم السريع وانهيار الروح المعنوية بينهم هو الذي دفع حميدتي إلى بث خطاب مسجل ساعياً فيه إلى استنهاض همم جنوده ووقف عمليات الهروب الجماعي التي تحدث في الجزيرة والخرطوم، سيما بعد أن تعرضت ارتكازات وقوات متمردي الدعم السريع إلى قصف جوي عنيف أوقع مئات القتلى والجرحى الذين تم نقلهم إلى مستشفى مدينة رفاعة.