
ما دعاني للكتابة هو كم الهجوم الهائل الذي وجدته على منصات التواصل الإجتماعي و الذي قوبل به خبر تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء ، هذا المنصب الذي ظل فارغا لقرابة الأربع سنوات ، مما أسفر عنه فراغ كبير ، فظلت المناشدات المتواصلة تطالب بتعيين رئيس الوزراء ..
و كلما رشح عن سيرة الرجل يشير انه رجل سوداني أصيل ، بعيد عن أي توجهات علمانية و لا يمكن وصفه سوى انه رجل عصامي ، يمتلك مقدرات معرفية يمكن ان تصوغ رؤى مستقبلية جيدة ، متدين يتصف بالجدية و الانضباط الذاتي، لا ينتمى لاي تيار سياسي ، و ان كان موصولاً بالتيارات السياسية و الاجتماعية ، يمتلك شخصية متسقة مع الهوية الوطنية ، له علاقات خارجية واسعة يمكن توظيفها لصالح الوطن و سيادته لا للانقياد و التبعية ، رجل بهذه المؤهلات قد يكون اختياره مناسب جدا ، يستطيع نقل وجه الدولة إلى المدنية مع الاحتفاظ بهويتها و سيادتها ، حتى يتسنى لنا التعامل مع المنظمات الإقليمية والدولية ..
ان هذا الوطن المثقل بالجراح ، المحمل بالنوائب ، لا يتحمل مزيدا من الخلافات و لن يقوى عوده و يشتد إلا بتوحيد صفه الداخلي الداعم للوطن و مصالحه و متماشيا مع تطلعات شعبه ، و كما نعلم أن هناك عددا من التحديات التي تواجه الرجل ، تستوجب منا العون حتى يقوم بدوره المطلوب في هذا الطرف الحرج الذي تمر به البلاد ، و المرجو منه معالجة كافة العقبات من نزوح و لجوء و فقر و تردي في الخدمات ، وحرب مازالت مستعرة ..
المطلوب الآن ان نطمئن لهذا القرار …ويتوجب علينا تقديم النصح له والرأي الصادق و ندعو الله تعالى له بالإعانة و السداد و التوفيق ..