أرجع مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، حاتم السر المحامي، أسباب اندلاع الحرب التى يشهدها السودان حاليا إلى أخطاء تراكمية؛ يجب أن يتم مراجعتها بصراحة ووضوح لتلافيها، محمّلاً مسؤولية ارتكابها؛ للعديد من الأطراف السودانية، التي خلقت جهات موازية لمؤسسات الدولة، وتسببت في هشاشة النسيج المجتمعي أيضًا , موضحًا أن المرحلة الأولى من الأخطاء ارتكبتها حكومة الإنقاذ بتشريدها الخبرات العسكرية السودانية، وقيامها بتأسيس، قوات موازية متنوعة، من بينها الدفاع الشعبي، وقوات الدعم السريع، قامت بتسليحها، ورعايتها، وتمكينها عسكرياً على حساب القوات المسلحة النظامية.وأضاف ” أن المرحلة الثانية من الأخطاء ارتكبت في مرحلة ما بعد تغيير النظام، حين دخل المكون العسكري منفرداً في شراكة ثنائية مع الحرية والتغيير مكنت الدعم السريع من معظم مفاصل الحكومة الانتقالية بما في ذلك المؤسسات الاقتصادية وإقامة علاقات خارجية خاصة به , مشيرا إلى أن الحزب الاتحادي حذر من مضار الشراكة الثنائية، ومن التشاكس في المعسكرات.ولفت حاتم السر إلى أن المرحلة الثالثة من الأخطاء المتراكمة كانت هي مرحلة انفجار الحرب وتمرد الميليشيا الذي أدى إلى اصطفافات على مبادئ عرقية بغيضة من جهة، وأدى إلى تقديرات خاطئة جعلت البعض يفضل الوقوف ضد الدولة ومؤسساتها القومية الدستورية، مكايدةً، وهذا سلوك أدى إلى فقدان الكثير من قيادات الحرية والتغيير، لشعبيتهم الجارفة أثناء الثورة.
وكان من الطبيعي أن تتسع دائرة اكتساب الجيش لدعم المواطنين ومساندة الشعب ووقوف الناس إلى جانبه باعتباره صمام الأمان لحماية أمن السودان وضمان وحدته الوطنية،جاء ذلك في مقال كتبه الأستاذ حاتم السر وتم نشره اليوم وأكد خلاله ، أنّ الحرب تمثل صراعًا سياسياً على السلطة، حتى لو حاول البعض تغليفه بشعارات محاربة التهميش ورفع المظالم، أو محاربة النظام السابق؛ وإعادة المسار المدني الديمقراطي فهو صراع حول من يجلس على عرش السودان، وهذا السلوك مرفوض، لا يمكن أن تكون دماء المواطنين وممتلكاتهم ثمناً ورصيدًا لسياسي يستخدم تمرد قوة مسلحة على قيادتها.
وجدد السر موقف الحزب بأنه لا شرعية ولا سلطة من دون انتخابات حرة ونزيهة، وحمل الحاضنة السياسية للحكومة مسؤولية فشل الحكومة الانتقالية مشيرًا إلى أنها طوال فترة حكمها، لم يعرف عنها ميل لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية ولا رغبة في إجراء الانتخابات..
وشدد حاتم السر على أن المخرج من الأزمة يبدأ بوحدة أهل السودان على مختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية والتئام شملهم في ملتقى جامع (مؤتمر قومي دستوري) وأضاف “سيواصل الحزب الاتحادي السعي والتواصل مع الكافة لدعم الحوار السوداني والحفاظ على الاستقرار والأمن في بلادنا والمنطقة ككل”.
وبشأن مستقبل منبر جدة قال مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل” إن حزبهم يعتبر من أقوى الداعمين لمنبر جدة، ولمبادرات جوار السودان، وكل حوار، وخص السر منبر جدة بالإشادة ، لأنه لامس قضايا جوهرية تخص المدنيين، منها إخلاء منازل المواطنين والمرافق العامة من الميليشيات، معبرًا عن أمله في أن تتكلل جهود منبر جدة بإبرام اتفاق على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في السودان بالنجاح وتحقيق نتائج عاجلة وإيجابية”.
وقال ” بما أنّ منبر جدة استوعب دور الإيجاد، فمن المهم أيضًا أن يستوعب دور مبادرة دول جوار السودان وعلى رأسها مصر , مضيفا “آمل أن يكون العام الجديد 2024 عاما لنجاح منبر جدة والوصول إلى أهدافه في وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في السودان وفتح الطريق للتقدم بشأن العملية السياسية والدخول في مراحلها النهائية “،وحول خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق البرهان ،في مكاشفة ما بعد دخول الدعم السريع ولاية الجزيرة، قال حاتم السر ” برغم الألم، كان الرئيس البرهان واضحًا، في أنّ خيار التفاوض، لن يكون خصمًا على الدولة ولا الجيش، بل سيكون لتأمين المكتسبات، مضيفا ” علينا أن لا نستعجل لتخوين الدولة ورجالها، يمكن الانتقاد ولكن التخوين ليس سلوكاً يبني الأوطان .
وأشار السر إلى أنه تابع سيل الانتقادات التي وجهت لنائب القائد العام عضو مجلس السيادة الفريق كباشي، لسفره في يوم المعارك إلى الكويت لتقديم العزاء في وفاة أميرها ، وقال السر ” إنّ سبب سفر الفريق إلى الكويت، كبير، فالكويت دولة عزيزة وشقيقة، دعمت الشعب السوداني طوال سنواتها الكبيرة، والذهاب لأداء واجب العزاء في أميرها الراحل، مهمة وطنية بامتياز، وتصب في خانة القرارات الصائبة التي يجب الثناء عليها والإشادة بها لا انتقادها.
وقال مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المحامي حاتم السر، ” إنّنا ننظر بغبطة إلى العرس الانتخابي الديمقراطي في مصر والذي توّج بفوز الرئيس السيسي في كسب ثقة الشعب،مضيفا ” نحن نحتاج الإشادة بهذه النماذج، ومصر الديمقراطية تحتاج إلى سودان ديمقراطي في جوارها وأضاف نتمنى أن تعود الانتخابات إلى بلادنا السودان، وتعود المحكمة الدستورية، وتعود الشرعية للقانون، والصناديق، لا البنادق والشعارات.
وجدد مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل،حاتم السر ، تأكيده على موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الداعم للقوات المسلحة السودانية وأهمية إنهاء التمرد، ووجوب إيقاف الأعمال الهمجية لميليشيا الدعم السريع , وإدانة اجتياح الميليشيا المتمردة لولاية الجزيرة ودخول عاصمتها ود مدني وزعزعتها لأمن المواطنين المدنيين، داعيا كل القوى السياسية السودانية للالتفاف حول الوطن ودعم المؤسسات الدستورية القومية للدولة وتعزيز دورها، والترفع عن حظوظ النفس.
وإعلاء المصلحة الوطنية ومصلحة البلاد العليا ووضعها فوق مصالح الأحزاب والأفراد .