المنظومة السياسية لثورة 15 أبريل منظومة فاشلة لم تحقق أي انتصار سياسي خارجي يعزز من سيطرة الاشاوس على الأرض. أثبتت الأيام صدق ما كنا نقوله من أن التحالف مع أبناء دولة (56) تقدم في أديس أبابا كان عبارة عن كارثة سياسية ستنتهي بعزل الثورة خارجيا ! خير شاهد، العقوبات الأمريكية التى طالت القيادة، إضافة إلى غياب الرؤية السياسية لمشروع ما بعد الدولة القديمة. تقدم لم تكن في يوم من الأيام داعمة لثورة 15 أبريل، بل كانت تلعب على عامل كسب الزمن وتخدير القيادة، ساعدها في ذلك يوسف عزت وبعض إخوته من المستشارين، حتى نجحت في تمرير التقارير السياسية (المفبركة) والممولة ماديا من قبل راعيها علي كرتي ! (تقدم جناح الشمال) هي الجهة الوحيدة التي لديها علاقات عبر منظمات وجمعيات في الغرب وتقاريرها تعتمد لدى كواليس ومجموعات الضغط السياسي في الغرب ! هي من زودت الإدارة الأمريكية بكل ما جاء في حيثيات قرار الخزانة بالأمس وغضت الطرف عن كل جرائم وانتهاكات الفلول ! وإن كان القرار معدوم الفعل والتأثير لكنه يشمل دلالات سياسية وإعلامية يجب التوقف عندها.
يصيبك الحزن والاسى حينما تتذكر أن مثل عزت كان بالأمس مستشارا سياسيا لأعظم ثورة في تاريخ أفريقيا قدمت الآلاف الشهداء والجرحى والمفقودين ! أكبر ضربة تلقتها ثورة 15 أبريل كانت من الداخل، من بعض المستشارين الذين صوروا وزينوا للقيادة بأن تقدم تقف معنا في خط الثورة والتغيير وهي الحليف والنصير للثورة أمام الغرب ! ليتهم وقفوا هنا، بل عمدوا إلى إجهاض اي مشروع سياسي (عنتيبي) يقوم على استقلالية المؤسسة ويؤسس لدولة ما بعد التحرير !
نعم انتصرت الثورة عسكريا وحققت المعجزات التي لم تحققها معظم ثورات التحرر الوطني في محيطنا المحلي، الإقليمي والدولي لكن سياسيا فشلت فشل ذريع في ترجمة هذا الانتصار إلى انتصار سياسي يوازي عظمة الدماء والأرواح التي صعدت إلى ربها نصرة لقضية الهامش والمستضعفين !
الأخ أمير البلاد نرجو منكم إقالة رهط المستشارين، فإنك تسمع جعجعتهم ولا ترى طحينهم ! واستعن في أمرك بمشورة أشاوس الميدان فهم أفقه وأعلم في أمور السياسة والدولة من إخوة يوسف غفر الله لهم.