حذر القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، بيتر غراف إن الوضع في السودان بمثابة “عاصفة كاملة” حيث النظام الصحي لا يعمل بشكل جيد، وبرنامج تحصين الأطفال ينهار، والأمراض المعدية تنتشر.
وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي الذي عقد الثلاثاء في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أفاد غراف بأنه مع انتشار القتال إلى مناطق جديدة، لا يزال المدنيون ينزحون بشكل جماعي، وبعضهم نزح عدة مرات.
وذكر أنه بحسب الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بعد اندلاع الصراع في السودان قبل 10 أشهر، تشهد البلاد الآن أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، حيث بلغ عدد النازحين 8 ملايين شخص، 6.1 مليون منهم نزحوا داخليا، فيما لجأ 1.8 مليون إلى البلدان المجاورة.
وكان يتحدث غراف عبر الفيديو من القاهرة بعد عودته من جولة ميدانية شملت السودان وتشاد وجنوب السودان وكينيا. وقال المسؤول الأممي “لقد شهدت بنفسي النزوح داخل السودان وفي تشاد المجاورة، وما رأيته مثير للقلق ومفجع. يضطر الناس للسير عدة أيام هربا من العنف، ومعظمهم من النساء والأطفال. وكثيرا ما يجدون المأوى في المناطق المكتظة حيث لا تتوفر لهم إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية الأساسية”.
وأشار إلى أن حوالي 25 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ويواجه 18 مليونا منهم الجوع الحاد، 5 ملايين منهم في مستويات الطوارئ من الجوع.
وقال غراف إن هناك قلقا من أن يؤدي موسم العجاف القادم إلى “مستويات كارثية من الجوع” في المناطق الأكثر تضررا، مضيفا أنه في دارفور وحدها، من المتوقع أن يعاني 200 ألف طفل من الجوع الذي يهدد حياتهم هذا العام.