التقى قائد التمرد في الثالث من يناير الجاري، بالعاصمة نيروبي كل من الأكاديمي فرانسيس دينق مجوك ولوكا بيونسيه وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم قائد التمرد قضية أبيي في عقد تحالفات إثنية و مناطقية ضد السودان ودول جواره، حيث سعى من خلال عقده للقاء في السلام الروتانا في 10 يناير – 2023م . بالتدخل في ملفها حيث عمل على تغبيش ومناقشة القضايا من طرف واحد فقط. دون مراعاة للحساسية التي تحملها المنطقة والسياق الإجتماعي الذي شكل المنطقة أيضا.
إن خطوات قائد التمرد في مناقشة ملف منطقة أبيي مدفوع بهدف إثارة القضايا من أجل ضرب النسيج الإجتماعي والتقاليد والأعراف الأهلية التي يحل بها السودانييون قضاياهم ومشتركاتهم ومصالحهم مع المجتمعات الحدودية التي يتقاسمون معها المصير المشترك في ضرورة إحلال السلام والسلم الاجتماعي الذي يعد وجود الجيش في تلك المنطقة ضامنا له وهذا ما عهده المواطنين مم الجيش هناك لعقود.
ثانيا إن وجه المتمرد هو وجه الحرب والدماء وهو ليس مؤهل أخلاقيا أو وطنيا لأن يتحدث عن السلام والأمن فيداه التي صافحت هؤلاء الذين اجتمعوا به ملطخة بدماء السودانيين و أعراضهم وممتلكاتهم، فلا يمكن لقاتل أن يتحدث عن السلام، ولا نعلم كيف سولت للمجتمعين به الوثوق في هذه النوايا وهو مجرم الحرب يجند المرتزقة من كل دول الجوار، وبشهادة العالم وينهب ويغتصب مدن السودان وقراه.
لقد سقطت قناع الحقائق منذ فجر الخامس عشر من أبريل يوم أن سولت له يده نهب وتدمير منازل السودانين ودفنهم أحياء، ويبدو أن المجتمعين به في الثالث من يناير قد قادتهم نوايا خبيثة من أجل الإجتماع به فوق برك دماء و جماجم السودانيين.
إن تدخلات المتمرد في هذا الملف مطلع العام 2023م قد انعكس على اضرابات في منطقة أبيي فساهمت سياساته بشكل مباشر في زعزعة هذه المنطقة وإثارة القلاقل الاجتماعية، وشاهدنا جميعا كيف أدت تلك الممارسات و الدسائس إلى اقتتال في المنطقة، لذلك ننصح الحادبين على مصلحة المواطنين وأمنهم من الفاعلين هناك بفض هذا الزيف سريعا وعدم منح المتمرد أي شرعية للحديث عن منطقة أبيي.
نحن نثق في القيادات الأهلية والاجتماعية في المنطقة على أنها لن تنجر خلف مطامع هذا المتمرد المجرم ودفعهم نحو معارك تعبر عن طموحه الشخصي، وتقود مناطقهم إلى دمار وخراب بدل من أمن وسلم ظلوا ممسكين به طوال تاريخ الدولة السودانية.
إن الموقف الطبيعي والعادل يدعو إلى إغلاق باب التعامل والتعاون مع هذا المجرم، والسعي إلى تأكيد الممسكات الوطنية والقومية للسودان، وفي هذا نستدعي حكمة السابقين من الزعامات الدينية و الأهلية في تلك المناطق فهم جزء من وجدان السودان القومي الذي ينهل منه الأبناء ويجب أن نحرج من هذا النفق متحدين متماسكين مهما اُقيمت الدسائس أو نفذت المخططات لتمزيقنا.
ظللنا مؤكدين على دور دول الجوار في التشارك بالرؤى والمقترحات وفق ثوابت وخيارات السودانيين وسيادتهم كاملة غير منقوصة، وفي ذلك قدم السودان العديد من المبادرات التي دعمت السلم والأمن في دول جواره وانطلاقاً من هذا المشترك فإننا نثق في احترام دولة جنوب السودان لسيادة السودان وشعبه وحدب قيادتها في كل مافيه خير للسودان وأرضه، والذين يهددوا السودان ودولة جنوب السودان هم الذين يسعون إلى إشعال القلاقل وزعزعة الأمن وتمرير الأجندة المسمومة التي تسعى لتمزيق المجتمع وتفكيكه.
الأمانة السياسية
١٤ يناير ٢٠٢٤م.