
**في طريقي إلى بيت السودان بحي السيدة زينب عبرت بخواطري قمم شماء من رموز العمل الشرطي في السودان تلاقت نزعات من طبائعنا لما التقت خطرات من أمانينا جمعتنا بهم مسافات الحياة فحملناهم أجمل لوحة..
** تذكرت جدية محجوب حسن سعد واشراقات هاشم عثمان ونداوة محمدأحمد بحر وبراعة عمر الحاج الحضيري وشجاعة أحمد دياب وموسوعية السر أحمد عمر وعلم عامر عبدالرحمن وثقافة عمر عبدالماجد ونقاء على محمدأحمد ادريس وحضور آدم دليل وشموخ طارق عثمان الطاهر وروعة شاكر على الطاهر وورع جعفر محمد يوسف ((مع الاحتفاظ بالأقدمية والرتب وجليل المقام والمناصب فقد جاءت هكذا عفو الخاطر)) يرحم الله من رحل ويسعد قلب من بقي منهم مرابطًا يمنحنا الألق والضياء..
** نماذج شاهقة يحتاج كل واحد منهم لمؤلف ضخم وألف رواية تحكي قصة ضبط وربط وجندية وحسن لياقة ولباقة وتصرف…
** في بيت السودان والذي شرف باستضافة فعالية هي الأهم الآن من حيث الزمان والمقام والسلام والطمأنينة والأمان احتشد أمس الأول مئات من جنرالات الشرطة المتقاعدين تدشينًا لمبادرة وطنية هي الأشمخ بحق..
** جاءت المبادرة ورشة عمل تحت عنوان:(( دور المبادرة الوطنية لضباط الشرطة المتقاعدين في تعزيز الأمن المجتمعي)) اختير لها بدقة شعار : نحو وطن آمن مستقر ..
** كل شيء كان ينبئ عن عظم المناسبة فالحضور فخيم والتنسيق عالٍ والترتيب محكم والبرنامج شيق والتقديم رائع من روعة مقدمه الزميل الاعلامي مصعب.
** ابتدأ البرنامج في موعده المضروب التزام في المواعيد هي من احكام وجودة أداء تميزت به شرطتنا الجدية والالتزام…
** تلاوة مباركة بصوت رخيم من سعادة مولانا اللواء طارق محمد على…
** ثم كلمة ضافية حية التعابير جليلة المعاني خضراء الأمل موضوعية الطرح من سعادة الفريق الأول شرطة عمر الحاج الحضيري رئيس مجلس أمناء المبادرة الذي حيّ زملاء المهنة شارحًا دواعي وأهداف المبادرة وضرورة إحيائها والنهوض بها والعمل على انجاحها دعما ومؤازرة ومساندة للشرطة في السودان زملاء المهنة رفقاء الخطوة..
** كلمة ترحيب واشادة بالمبادرة من الخبير الاستراتيجي أمين مجذوب مسؤول المبادرات الوطنية بسفارة السودان والذي أنابه السفير عماد عدوي لانشغاله بزيارة الرئيس البرهان في نفس التوقيت للقاهرة ..
** جاءت الورقة الأولى بعنوان (لواء الاسناد المدني) مشروع اسناد أمنى سكب في اعدادها اللواء الفاتح شبو عصارة خبراته الممتدة الطويلة حيث حوت ورقته مقدمة واضحة ثم تلخيص للفكرة وتكوين اللواء ومهامه وهيكلته وتشكيلاته ((العملياتية) وصلاحياته القانونية وآلياته ووسائل حركته وكيفية تشغيله..
** فيما حوت الورقة الثانية:(( الحماية المجتمعية ودورها في تأمين الأحياء)) والتي أفلح في اعدادها واستعراضها سعادة اللواء إبراهيم حسان يوسف فقد شملت أفكارًا قيمة تمثلت في فكرة رقابة الجوار منعًا للجريمة وسط المجتمع حين ينهض الجيران بحثًا عن حماية وسلامة بعضهم البعض،، مانحًا أهمية لدور المرأة والشباب في حماية الأحياء شارحًا خطة مبادرة تطوعية لحمايتها بجدول زمني مرفق..
** ثم كان ختام الأوراق مسكًا مضوعًا حين شد العميد عمر محمد عثمان عبد الحليم الانتباه بتفوق وسداد مذهل وهو يقدم سردًا وصفيًا لورقته: (( تنسيق الجهود الرسمية والمجتمعية في تعزيز الأمن المجتمعي)) ولم يخيب ظني حين سألت عنه قال هو أول دفعته فعلاً كان أول في كل محاور ورقته التي افتتحها بسورة من القرآن الكريم((قريش)) واضعا لها سياج من محاور واطار مفاهيمي وقانوني ومؤسسي ولم ينس الإشارة إلي التحديات فقد جاءت ورقة واقعية بجد حملت أهم المبادئ الحاكمة للعلاقة بين الضباط المتقاعدين وزملائهم العاملين الآن…
** لتجئ أهم فقرة في البرنامج شدت الأذهان وفتحت فضاءًا واسعًا لاجتهادات ومبأدأت كثيفة وتوصيات عملية مهمة حيث كان تولى التعقيب جنرالات كبار في قامة وقيمة:
** الفريق طارق عثمان الطاهر الأمين العام لنادى المريخ العظيم حيث نحت من ثقافته الموسوعية ضربًا من تاريخ لتجربة السودان الوطن مع المؤامرات الخارجية لينتهي إلي أن حرب الكرامة هي أعظم مهدد أمني مر على السودان ،،معددًا الفرص الحقيقية التي يمكن أن يبني ويعبر بها الوطن وأهمها هو الالتفاف الشعبي الكبير غير المسبوق حول قواتنا المسلحة محذرًا من عدم التنسيق المحكم بين المحليات والشرطة متخذا من قرارات توزيع الاكشاك والترخيص لبائعات الشاي مخاطر حقيقية وراء ظاهرة تفشي الجريمة وتمكنها…
** اللواء العالم الجليل سعادة الدكتور عامر عبدالرحمن نائب مدير جامعة الرباط استفاد في تعقيبه من خبرته الأكاديمية الطويلة كباحث جاد يعرف أساليب المنهج العلمي في مثل هذه الفعاليات فقد اختار منهجًا وصفيًا استقرائيًا رفيعًا وهو يعقب على هذه الأوراق يصلح تعقيبه ورقة علمية تدرس في أرقى الجامعات عن ماهية الشرطة المجتمعية تاريخها ومرجعيتها الدستورية والقانونية والتجارب التي من حولنا…
** اكتفي لأهميتها بالاشارة إلي بعض التوصيات الهامة التي تفضل بها وألخصها في :
٠٠ ضرورة العمل باستمرار على الوقوف على اتجاهات الرأي العام حول هذه المبادرة والشرطة المجتمعية..
٠٠تضمين المناهج فكرة الشرطة المجتمعية لتشمل دورها الاجتماعي وكيفية التنسيق مع الشباب والمرأة والتكوينات المحلية للمحافظة على سلامة المواطنين..
..تعميم مادة حقوق الإنسان في جميع المراحل الدراسية..
٠٠ تعزيز النشاطات الرياضية والجهد الطوعي وسيلة لشغل اوقات الفراغ للشباب واستنفاد طاقتهم في ما يفيد..
** سعادة الفريق آدم دليل الخبير العملاق وأمين عام هذه المبادرة دعى الجميع إلي الاسهام الفاعل في تحويل هذه الأفكار لخطة عمل مبنية على قاعدة بيانات حقيقية تمكن من التخطيط السليم..
** ليجئ لحن الختام من العالمة القديرة وخبيرة التشريعات والقوانين الأولى في عالمنا العربي والإسلامي سعادة الدكتورة مولانا بدرية سليمان والتي عددت التجارب السابقة للشرطة المجتمعية في السودان محذرة من إنشاء أي كيان مواز للشرطة العامة داعية للاسهام في احياء تجربة الشرطة المجتمعية تحت إشراف ومتابعة ومراقبة وتوجيهات الشرطة العامة دون عزل أو انفصال منها..
** قلت لسعادة البروفيسور العالم محمد جلال ((بالله عليك رجال في عظمة ونبوغ ورفعة وعلم وتجرد هؤلاء الأبطال ألا يستحي القحاطة أن يهتفوا بدناءة وتفاهة كنداكة جاءت بوليس جرى))؟؟؟!!!
** مثل هؤلاء يستحقون التكريم والاحتفاء وعزف ألحان التمجيد والخلود.