مقالات رأي

عبد المنان أبكر عمر يكتب: الإمارات .. نفط جنوب السودان!

الإمارات…. نفط جنوب السودان..!!!

في أبريل 2024 أُثيرت تقارير حول اتفاق بين حكومة جنوب السودان وشركة إماراتية يزعم أنها تديرها شخصية من العائلة الحاكمة في أبوظبي لمنح قرض بقيمة 12.9 مليار دولار مقابل النفط الخام. وبموجب هذا الاتفاق يتوقع أن يسدد القرض على مدى 20 عامًا مع تقديم النفط بسعر أقل بـ10 دولارات من السعر العالمي للبرميل.
مع ذلك نفت حكومة جنوب السودان هذه المزاعم ووصفتها بأنها لا أساس لها وتهدف إلى تقويض العلاقات بين البلدين. وأكد نائب وزير الإعلام والاتصالات جاكوب ميجوك كوروك أن هذه الادعاءات مجرد شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي ولا تستحق الرد.
إذا كانت هذه التقارير صحيحة فقد تفسر الخطوة الإماراتية على أنها محاولة لتعزيز نفوذها في منطقة شرق أفريقيا خاصة في ظل التنافس الإقليمي والدولي على الموارد الطبيعية والمواقع الاستراتيجية.
من الواضح أن هذه الصفقة في حال تنفيذها ستحدث تحولًا استراتيجيًا في تدفقات النفط من جنوب السودان مما قد يؤثر على السودان اقتصاديًا بشكل كبير. السودان يحصل على رسوم عبور نفط جنوب السودان عبر خطوط أنابيب ميناء بشائر وهي مورد حيوي للاقتصاد السوداني. إنشاء خط أنابيب جديد وفق ما ورد في الاتفاق يعني حرمان السودان من هذه الإيرادات. تعتمد جنوب السودان حاليًا على البنية التحتية السودانية لتصدير النفط مما يمنح الخرطوم ورقة ضغط سياسية واقتصادية. إذا تم إنشاء خط أنابيب جديد عبر دول أخرى فسيضعف نفوذ السودان على جوبا. السودان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة بسبب الحرب وفقدان رسوم عبور النفط سيزيد من الضغوط المالية.
الإمارات تسعى لتعزيز نفوذها في شرق ووسط أفريقيا عبر الاستثمارات الاستراتيجية مما يمنحها قوة سياسية واقتصادية. إذا تمكنت الإمارات من تنفيذ خط أنابيب جديد فقد تعيد تشكيل مسارات النفط في المنطقة مما يغير المعادلة الجيوسياسية. دعم مشاريع البنية التحتية في جنوب السودان يجعل جوبا أقل اعتمادًا على الخرطوم وهو ما قد يخدم أهداف الإمارات في إضعاف النفوذ السوداني.
من التحديات المحتملة أمام الإمارات وجنوب السودان بان عملية إنشاء خط أنابيب ومصفاة مشروع طويل الأمد ومكلف جدًا وسيتطلب استثمارات ضخمة وقدرات تشغيلية عالية.
جنوب السودان يعاني من اضطرابات سياسية واقتصادية حادة وقد يؤثر ذلك على تنفيذ المشروع واستدامته. الخرطوم قد تحاول عرقلة المشروع سياسيًا أو دبلوماسيًا وربما تبحث عن بدائل لتعويض خسائرها.من التوقعات المستقبلية إذا تم تنفيذ المشروع سيتحول جنوب السودان إلى نقطة ارتكاز إماراتية جديدة وسيفقد السودان نفوذه الاقتصادي على جوبا.إذا فشل المشروع قد تتضرر علاقات الإمارات مع جنوب السودان خاصة إذا لم يتم الوفاء بالالتزامات المالية أو إذا واجه المشروع مشكلات تشغيلية.قد تسعى الخرطوم إلى استراتيجيات بديلة مثل تعزيز علاقاتها مع الصين أو روسيا أو البحث عن مستثمرين بديلين لتطوير قطاعها النفطي.
هذه الصفقة في حال تنفيذها قد تكون جزءًا من استراتيجية إماراتية لإعادة تشكيل النفوذ الإقليمي وإضعاف السودان اقتصاديًا. السودان بحاجة إلى استراتيجيات استباقية للحفاظ على مصالحه الاقتصادية والسياسية في ظل هذه المتغيرات.

🖋️عبدالمنان ابكرعمر 
      3/2/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى