أزمة مائية خانقة تعاني منها بورتسودان نتيجة انهيار سد أربعات، وهناك دعوات للإعلان عن منطقة طوكر كمنطقة كوارث.
تواجه مدينة بورتسودان تفاقماً غير مسبوق في أزمة المياه بعد انهيار سد أربعات يوم السبت الماضي، حيث بلغ سعر “جوز الماء” ما بين 1700 وثلاثة آلاف جنيه.
واصلت فرق الإنقاذ جهودها للبحث عن الجثث والمفقودين والعالقين في مجرى خور أربعات ومحيطه.
قام المواطنون بنشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر طوابير طويلة من سيارات نقل المياه والعربات اليدوية أمام أحد مصادر المياه في المدينة.
أفاد والي البحر الأحمر اللواء مصطفى محمد نور في تصريحات له بأنه تم عقد اجتماع مع مجموعة من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية المعنية لمناقشة صيانة سد أربعات والآبار وخطوط المياه، موضحاً أنهم اتفقوا على إنشاء مخيم في منطقة أربعات حتى يتم الانتهاء من المهام المطلوبة.
نقل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) عن مصادر حكومية أن 30 شخصاً فقدوا حياتهم نتيجة انهيار السد يوم السبت الماضي، في حين تأثر 50 ألف شخص. كما أسفر فيضان السد عن تدمير 20 قرية بشكل كامل وإلحاق الأضرار بـ 50 قرية أخرى جزئياً.
بجانب خسائر كبيرة في الممتلكات ارتفاع عدد ضحايا طوكر
أعلنت غرفة طوارئ أرياف البحر الأحمر عن ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن فيضان خور بركة في طوكر يوم الأحد ليصل إلى أكثر من 25 حالة.
وأفاد مواطنون بأنه قد تم وصول دفعة جديدة من فيضان خور بركة، مما تسبب في ارتفاع طفيف في مستوى المياه.
ووصف صحفيون ومواطنون من المدينة حالة الوضع في طوكر بأنها سيئة للغاية، حيث أشاروا إلى انهيار مئات المنازل وأن هناك العديد من المنازل التي أصبحت مهددة بالسقوط.
وفيما يتعلق بالحالة الصحية في المدينة، وصف الصحفي أحمد جبران وضع مستشفى طوكر بأنه مأساوي، حيث غمرته المياه وأحاطت به من جميع الاتجاهات.
وأفاد الصحفي أحمد جبران بأن الأطباء نجحوا في إجراء عمليتين قيصريتين يوم الثلاثاء الماضي على الرغم من انقطاع الكهرباء.
وأفادت غرفة طوارئ أرياف البحر الأحمر بوجود ستة أعضاء من الكادر الطبي متواجدين في المستشفى، مشيرة إلى أنه لا يمكن الوصول إليهم إلا عبر القوارب أو من خلال أسرة مثبتة بالفلين.
وكشف العمدة تاج السر صالح عن اكتشاف جثث أفراد أسرة كاملة مدفونة تحت أنقاض منزلهم، لكن فرق الإنقاذ لم تتمكن من استخراجها.
وأكد أن العديد من المرافق الصحية لا تزال مغلقة نتيجة غمرها بالمياه.
فيما يخص أعمال الصيانة في الكسر على طريق طوكر بورتسودان، أوضح الصحفي أحمد جبران أن أعمال الصيانة اقتربت من الانتهاء، وأنه عند انتهاء تلك الأعمال، ستسهم في تسهيل وصول المساعدات إلى داخل المدينة.
وكشف والي البحر الأحمر في تصريحات صحفية أن مياه خور بركة جاءت على شكل موجة قوية بطول 6 أمتار، مما أدى إلى كسر الجزء الترابي من جسر دولبياي جنوب طوكر واجتياح الحواجز الترابية، قبل أن تغمر المدينة.
وطالب أبناء طوكر في بورتسودان، خلال اجتماعهم مع الوالي بإعلان المدينة منطقة كوارث.
في جنوب طوكر، توصل المواطنون مع السلطات إلى اتفاق لنقل المساعدات من بورتسودان إلى منطقة مرافيت جنوب طوكر عبر البحر من ميناء عقيق قبل توجيهها إلى المدينة، وأوضحوا عدم إمكانية نقل المساعدات برا بسبب انهيار جسر دولبياي.