بداية الى كل من يخون او ينادل او يرتزق بعمل ضد الوطن و شعبه اعلموا إن قضية هذه الحرب هي قضية وجود و بقاء ، هذه الحرب هي ضد و الشعب و الأرض و العرض ، و إنّ الشرفاء من أبناء السودان لكم بالمرصاد ، عقدوا العزم ، أمتشقوا السلاح ، رفضوا الخنوع و عانقوا مجد الكفاح ، ثابتين كالجبال فهم اقوى عوداً و أشد صلابة مما تظنون ، سلاحهم ليس للبيع لانّه عنوان شرفهم و كرامة شعبهم ، عشقوا هذا التراب ، و لن يؤتى هذا الوطن من قِبلهم أبدا ، ما دام فيهم قلب ينبض ، ماضون في جهادهم و تضحياتهم ، لا يلتفتون لتلك الابواق الرخيصة التي تنبح ضدهم ، و تحاول النيل من عزائمهم ، فسحقا لكل عميل و رعديد و جبان ..
إلى الشعب السوداني البطل ، ادعموا قوات شعبكم المسلحة فهم أبناءكم
و حماتكم ، هُبوا هبة رجل واحد ، ادفعوا باموالكم و أبناءكم في المقاومة الشعبية ، ألقوا بسهمكم في هذه المعركة الفاصلة ، إحموا ولاياتكم و مدنكم و قراكم ، لا تنتظروا أحداً ، سدوا الثغرات ، استنفروا جهدكم ما استطعتم إلى ذلك سبيلا ، كونوا العين الساهرة التي تحرس أمنكم و سلامة مجتمعاتكم ، أقضوا على الخلايا النائمة و المتعاونين ، لا تجاملوا في ذلك ، فلا مكان لخائن او جبان بيننا ، و لا قيود و لا محظورات و لا ممنوعات أمام حق الدفاع عن النفس و عن الأوطان و الشرف و الكرامة ..
إلى قيادة القوات المسلحة ، أمضوا و لا تلتفتوا فمن يلتفت لا يتقدم ، أمضوا و الشعب من خلفكم ، إنتزعوا السيوف من أغمادها و أوقدوا النيران في شعلها ، نكبوا بأهل الحق أهل الباطل ، قطعوا أوصالهم ، و أسقوا الارض من دماهم ، أدخلوهم في الذي اخرجوا منه ، و قرروهم بالذي نفروا عنه ، فلقد طفح الكيل منهم و بلغ منا الزبى و لم يبق في قوس الصبر منزع ، أمضوا ستنكشف بكم كربتنا ، و تجلو بكم مصابنا ، فإن الله لا يعز على الحق شيء ، و صدق و قوله الحق : ” : إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ۚ سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلْأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍۢ ” ..
إلى المرابطين على ثغور الوطن المحتل، سيروا فعين الله ترعاكم ، لا تخشوا كيد فرعون وجنوده، فانهم هالكون بعون الله ، إن وعد الله كائن لا محالة ، ونصره قادم لا ريب فيه ، و أعملوا فإنه يرى ، وإنكم العالون ومن خذلوكم هم السافلون ، وتمسكوا بحبل الله و وعده ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ” ..
فإنهم و إن حاربونا بالخيانة ، سنحاربهم بالمقاومة ، و لن ينالوا من سوداننا أبدا ، حتى يلج الجمل في سمّ الخياط ..