مقالات رأي

خالدة عبد السلام تكتب: “صبرٌ جميل ثُمّ جبرٌ عظيم من الله”.

يا أهل السودان ، يا أهل الحق و عصبته ، امتطوا مطيّة الصبر حباً لله تعالى و وفاء للأوطان ، و اعلموا أنّ الصبر هو طريق النصر ، و الصبر ليس هُمُوداً و لا إنكساراً ، و ليس خُنوعاً و لا ذلاً ، و ليس ضياعاً و لا إنهياراً ، لكن الصبر ثبات على المبدأ ، و حركة إيجابية لا ينتابها سلب و لا سلبية ، و يقول الامام الشهيد سيد قطب ” الصبر الجميل هو الصبر المطمئن ، الذي لا يصاحبه السخط ، و لا القلق ، و لا الشك في صدق الوعد ، صبر الواثق من العاقبة الراضي بقدر الله ” ..

يا أهل السودان ، مهما ادلهمت الخطوب ، احذروا من القنوط و إن أبطأ الفرج ، أو تأخر النصر ، و لا تدعوا لليأس مكاناً بينكم ، انشروا روح التفاؤل و التبشير بالخير و النصر و الثقة بوعد الله و بزوال المحنة ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِینَ ۝١٧١ إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ ۝١٧٢ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ ۝١٧٣) ..
و اعظم الصبر ما كان عند الصدمة الاولى ، و نزول المصيبة ، فيمسك المؤمن زمام نفسه فلا تنفلت جزعاً ، و يحافظ على رباطة الجأش و يرى الله من نفسه الصبر و الرضى ، و يتجنب أي قول فيه إعتراض على قدر الله تعالى و مشيئته و يترك عنه ما يتبع “لو” من حديث التخذيل و التحسر على ما فات ، قال رسول الله ﷺ : ” و إنّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالاً ، يهوي بها في جهنّم “

يا أهل السودان ، هل كانت ثقتكم ، ثقة في النصر ام ثقة في الله ؟
فإنّ الفرق بين الثقتين كبير ، الثقة في النصر يتبعها اليأس و القعود إذا ما لاح في الأفق ما يشير إلى الهزيمة أو الانتكاس و هذا ما يحدث بين الحين و الآخر ، أما الثقة في الله و في ثوابه أيّاً كانت النتائج فلا مكان معها لليأس او الانهزام ، إن وعد الله بالنصر هو وعد لنهايات المعارك و مآلاتها ، و ليس و عدا لكل جولة من الجولات ، اذن ثقتنا هنا لابد أن تكون في الله اولا ثم الثقة في نصره ..

يا أهل السودان و شعبه العظيم ، إنّ الصبر عنوان هذه المرحلة و طريق النصر و سبيل الفلاح و قد كان من نصيبكم و قدركم أنّ تحيّوا روح الجهاد و أنّ تخوضوا هذه الحرب بين الحق و الباطل ، فاصبروا و احتسبوا و ثقوا بنصر الله و ان الغلبة لكم و لو بعد حين ..

كل التحية و إلاكبار إلى ذلك المجاهد المرابط على ثغره ، الصابر في خندقه ، الممسك بعنان سلاحه يبتغي الجهاد ، نصرا او شهادة ، فمن هؤلاء نستلهم الصبر و من طريقهم ننتظر النصر ..
فإنّه صبرٌ جميل ثُمّ نصرٌ و جبرٌ عظيم من الله ، إنّ شاء الله ♥️”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى