إلى جماهير الشعب السوداني الأبي :
يقول تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } الآية ٢٧ سورة إبراهيم
ظلت الامانة العامة للمؤتمر الشعبي بعد انتخاب الأمين العام الدكتور الأمين محمود عثمان و تكوين الأمانة الجديدة ولزهاء الثلاثة اشهر في اجتماعات متواصلة انطلاقا من دار المؤتمر الشعبي ببورتسودان تتابع و تتفاعل مع المشهد الأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي في بلادنا مع رصد و تقويم تطورات الاوضاع الداخلية و التحركات الإقليمية والدولية منذ بداية الحرب في الخامس عشر من ابريل من العام الماضي .
و إذ تستقر رؤية عضوية المؤتمر الشعبى على كل المستويات و فى دوائره المتعددة بوضوح أن هذا العدوان يستهدف استقرار و استقلال و سيادة السودان و وحدة اراضيه طمعا فى السيطرة على موارده و وقف تاثيره فى محيطه الاقليمى و إسهاماته ضمن الدول الداعية للتحرر و العدل و السلام ، فإنه و بعد فشل التمرد فى الاستيلاء على السلطة بضربة استباقية سريعة ، اصبحت خطة التامر الخارجى على السودان هي تطويل امد الحرب و توسيع رقعتها و زيادة تكلفتها وتدمير البنيات التحتية لكسر ارادة الدولة و الجيش و الاستسلام للغزو و الأطماع الدولية المعادية .
لقد انداح المؤتمر الشعبى منذ بداية الحرب بغير تردد بكل عضويته و مجهوداته فى الوقوف مع هبة الشعب السودانى و مع صمود جيشه العظيم الباسل بالاستنفار المتوثب للقتال مع الجيش و مساندته ماديا و معنويا للحفاظ على تماسك الدولة و المجتمع لرد العدوان و كسر شوكة التمرد مهما تطلب الامر من تضحيات حتى يتحقق الامن و السلام الذى لا يفرط فى سيادة السودان و استقلال قراره عن الخضوع للاملاءات المعادية .
و هاهي الحرب تدخل عامها الثانى و السودان ما لانت له قناة بل ازداد عزة و صلابة تعبر عنها مساندة ابنائه المتعاظمة لجيشه و المقاومة الشعبية المتوسعة الفاعلة و مواقف القادة التى اثلجت بالتصريحات الاخيرة صدور ابنائه عزة و صمودا و منطقا سياسيا سليما لكل داع بحق للسلام ، بينما تنتج المقاومة الشعبية واقعا جديدا و تبشر بمستقبل واعد من التماسك الوطنى و وحدة الارادة السودانية التى تداعت لها كل القوى الاجتماعية و انصهرت فيها كل الانتماءات السياسية لاخراج البلاد من مصيدة الحرب و لتحقيق النصر الذى اصبح وشيكاً باذن الله و يرى الناس بشائره فى كل يوم .
و بينما تعمد مليشيا الدعم السريع المتمردة وهي ترى إنقلاب موازين الحرب عليها – رغم استعانتها بالمرتزقة و التآمر الخارجي – الى المبالغة في إزهاق أرواح المواطنين العزل و هتك الاعراض و نهب الممتلكات و تدمير المقدرات و تشريد المواطنين فى الفاشر و امدرمان و بحري والخرطوم و الجزيرة مع استمرار محاولاتها للتسلل بعدوانها الآثم إلى اطراف مناطق النيل الأبيض و القضارف وسنار ، بهدف زيادة معاناة شعبنا في النزوح وضيق العيش ، تتكثف التدخلات الخارجية لتشمل دوائر غربية وإقليمية لدعم ما يعرف بتنسقية القوى الديمقراطية المدنية . تأتي هذه الإتصالات المكثفة مواصلة للضغوط الاجنبية التى تريد اعادة الوضع السياسي بعد الحرب الى ما كان قبلها و بأي و سيلة و لتجاوز مساءلة مرتكبي جرائمها و قهر الإرادة الوطنية لاستكمال سيطرة القوى الخارجية و فرض وكلائها المنبوذين شعبيا فى ( تقدم قحت ) و فرض الاتفاق الاطارى الاقصائي الذي رفضته جماهير ألشعب السودانى وذلك بعد أن تعثرت خطة إخضاع دارفور للسيطرة الكاملة لمليشيا الدعم السريع ، و فشل استخدام سلاح المعونات مع الاستمرار في تضخيم ما تصفه بنذر المجاعة و نقص الخدمات الطبية بدلا عن المساعدة الانسانية – بطرقها و وسائلها المعروفة – كل ذلك ياتي ضمن خطة بائرة جديدة لتضييق المنافذ الاقتصادية على البلاد و من ثم استخدام سلاح المعونات .
وإذ ابتلى الله شعب السودان بالقتال وهو كره له ، ليميز المجاهدين الصابرين الذين يقاتلون في سبيل المظلومين ، فالحمد لله رب العالمين ان الشعب السوداني قد تصدى بإرادة قوية لاكبر مؤامرة في تاريخه للسيطرة على البلاد و إنهاء وجودها كدولة حرة ابية متماسكة و استلاب سيادتها على أراضيها و استقلالها .
ايها الشعب السوداني العظيم :
إزاء كل هذه التحديات والتطورات الخطيرة فإن رؤية المؤتمر الشعبي التي تعتمد على المحافظة على استقلال الإرادة السياسية و وحدة مكوناتها التى تشمل كافة فصائل ألشعب السودانى و مقاومته الشعبيه و مساندته لتماسك الدولة في كل ارجاء السودان و رعاية المتضررين من الحرب بتقديم الخدمات الضرورية ، تقوم على اعتبار أن الإرادة الشعبية الموحدة هي حائط الصد الاقوى و سلاح السودانيين الأمضى في مواجهة العدوان و الحفاظ على وحدة البلاد . إن الامانة العامة للمؤتمر الشعبي تؤكد على التالي :
اولا :
التعويل على التمسك بالوحدة الوطنية و إنهاء حالات التشظى السياسي و الصراع على المكاسب الخاصة و تفجير الطاقات الوطنية الجبارة من كل فئات المجتمع فى حماية البلاد وتجاوز المحنة و الإعتماد على القرار السودانى المستقل عن الاملاءات الخارجية و الذى يمثل كل مكونات ألشعب السودانى بغير إقصاء أو محاصصات ، بعيدا عن الأهواء الخاصة و المصالح الحزبية الضيقة .
ثانيا :
جعل شعار جيش واحد شعب واحد حقيقة ماثلة فى عمل موحد وجهد متواصل لا يفتر لتحرير البلاد من الغزو الخارجى و تطهير البلاد من دنس التمرد . و من جانب الدور المجتمعي تنظبم واستمرار الجهد التطوعي المنظم لتقديم المعونات و الخدمات الاساسية و اقتسام المؤونة لدفع المعاناة عن كل النازحين و المواطنين الذين ينبغى ان تسد حاجاتهم ، و الاهتمام بدفع عجلة الانتاج و انجاح الموسم الزراعى و حشد المبادرات الجماعية لتخفيف معانات و صعوبات المعيشة و لتحريك عجلة النشاط الاقتصادي .
ثالثا :
يدعو المؤتمر الشعبي لسياسة خارجية حرة جريئة و فعالة تتعامل مع كل القوى العالمية التى تحترم سيادة السودان على اراضيه و استقلاله و حماية ارضه و شعبه من العدوان الخارجى على اساس الاحترام المتبادل و المصالح المشتركة .و حث لكل السودانيين فى بلاد المهجر لعمل كل ماهو متاح لشرح قضية السودان و مساندة وطنهم بمبادرات فى كل مجال يخدم قضايا و الوطن و يخفف العبء على الاهل فى السودان
رابعا :
تعزيز الاشادة بمواقف الدول المجاورة التى ساندت السودان فى دفاعه عن اراضيه و نخص بالشكر جمهورية مصر الشقيقة ، و دولة اريتريا الشقيقة
و ندعو الاتحاد الافريقي و منظمة الايقاد ان يحققا الرجاء المعقود عليهما بحكم مواثيقهما و الواجب الاخلاقى عليهما باحترام سيادة السودان و التعاون معه بما يضمن و يؤكد حقوقه كبلد مؤسس و عدم الخضوع للتاثيرات و الضغوط المعادية له ، التى قادت للوقوف من قضية السودان موقفا يرى فيه المواطنون السودانيون موقفا غير عادل و لا يساعد على حل مشكلة السودان .
مع دعوتنا ومناشدتنا لكل دول الجوار لتصحيح مواقفها من القضية السودانية و احترام سيادته على اراضيه رعاية لحقوق حسن الجوار ، و رعاية المصالح الاستراتيجية المشتركة التى لافكاك منها بين دول الجوار ، و المساهمة مع السلطات الحكومية لإحلال السلام بدلا من تاجيج نيران العدوان على السودان .
ختاما :
التحيه لقواتنا المسلحة والقوات النظامية الاخرى الذين ضربوا المثل فى الثبات و الإقدام رغم الصعوبات و المعوقات . و التحية لرجال للمقاومة الشعبية الباسلة وهم يعيدون امجادا عظيمة للشعب السودانى و للجندية السودانية و يقاتلون في عز وشموخ حماية لوحدة السودان من التمزق وحماية لشعب السودان من التشرد واللجوء وحماية لأرضه من الإستيطان الجديد ، كما نشيد بالمرابطين الصابرين المجاهدين فى دارفور و فى فاشر السلطان و تضحياتهم و شجاعتهم وصمودهم رجالا و نساء شبابا و شيوخا و صدهم البطولي للعدوان و افشال مخططات التآمر و العمالة و الارتزاق .
والتحيه للقيادة السودانية وهي تقود و تلبى طموحات واوليات شعبها بتمسكها بتنفيذ شروط استعادة مسار المفاوضات بألا تفاوض الا بعد أن يخرج مقاتلو التمرد من بيوت المواطنيين والقرى والفرقان و المقار الحكومية و الأعيان المدنية ويكفوا عدوانهم و ان يخرج جميع المرتزقة الى بلادهم .
الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
والعزة للسودان
الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي
بورتسودان
السبت الاول من يونيو ٢٠٢٤