قالت وزارة الخارجية أمس السبت، إن السودان يملك أدلة على استقبال مطارات تشاد لأكثر من 400 رحلة طيران تحمل عتادًا حربيًا لميليشيا الدعم السريع من الإمارات.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض ردا على نظيره التشادي محمد صالح النظيف، الذي تحدث في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشرة الثلاثاء الماضي، نافيا بشدة دعم بلاده لميليشيا الدعم السريع مطالبًا السودان بتقديم أدلة على هذه المزاعم.
وقال الوزير حسين عوض علي، حسب بيان عن الوزارة السبت إن الدعم التشادي للمليشيا “أوضح من شمس النهار”.
وأضاف “تشاد خصصت مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري للميليشيا الإرهابية من دولة الإمارات”.
وتابع “رحلات نقل الأسلحة والعتاد تزيد عن الـ 400 رحلة، رصدتها الأجهزة الوطنية السودانية والدولية المتخصصة بتفاصيل الطائرات الناقلة والمسارات التي اتخذتها وتواريخ وصولها وتفريغها”.
وأفاد بأن الجيش تعامل مع بعض القوافل التي تنقل الأسلحة من تشاد بعد دخولها الأراضي السودانية، كما رصدت الأجهزة المختصة في الأيام الماضية وصول مركبات عسكرية إلى تشاد عن طريق ميناء دوالا الكاميروني وجهتها النهائية لميليشيا الدعم السريع.
واتهم الوزير حكومة إنجمينا بترتيب وتنسيق مشاركة المرتزقة من الدول التي لا يمكن الوصول منها إلى السودان إلا عبر تشاد، حيث لقى عدد كبير من المرتزقة التشادين أو الذين دخلوا للسودان عبر تشاد حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب ميليشيا الدعم السريع كما أن بعضهم في قبضة السلطات.
وتابع: “الميليشيا المتمردة نفسها ساهمت في بث فيديوهات لمآتم بعض هؤلاء القتلى من المرتزقة من تشاد ودول أخرى مجاورة لها”.
وقال وزير الخارجية السوداني إن تشاد ظلت مقرًا لقيادات ميليشيا الدعم السريع، حيث تعقد فيها الاجتماعات واللقاءات وتجرى فيها عمليات التجنيد وشراء الولاء واستلام الأموال، علاوة على علاج مصابيها في المستشفيات أو الترتيب لسفرهم لتلقي العلاج.
وانتقد الوزير حديث نظيره التشادي الخاص باعتباره قائد ميليشيا الدعم محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائبًا لرئيس مجلس السيادة.
وقال حسين عوض إن “حديث الوزير يؤكد تدخل تشاد في الشؤون الداخلية للسودان، حيث لا يزال يعتبر دقلو نائبًا لرئيس مجلس السيادة مع أنه أُقيل من المنصب بعد تمرده على الدولة وتوجيه أسلحته للمواطنين العُزل”.
وأضاف: “حديث المسؤول التشادي، فضلا عن كونه تدخلا سافرا في شؤون السودان وفيما لا يعينه وخروجا على الأعراف الدولية، هو استخفاف بضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الميليشيا في الجنينة على بعد أميال قليلة من الحدود مع تشاد”.
وتأسف المسؤول السوداني على ارتهان تشاد للقوى الخارجية التي تسببت من قبل في نشر الدمار والقتل وعدم الاستقرار في دول عديدة بالمنطقة، وذلك لمصالح ذاتية ضيقة لبعض المسؤولين التشادين.
وطالب الحكومة التشادية بالعودة إلى رشدها والتوقف ضد تغذية الحرب والانتهاكات المريعة التي ترتكبها ميليشيا الدعم، مشددًا على أن تكلفة عداء الشعب السوداني والمساعدة على استباحة دمائه وأعراضه وممتلكاته كلفتها عالية جدًا، حيث من “يشعل النار في السودان لن يكون بمنأى عنها”.