أفاد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم أمس السبت، بأن بلاده أنتجت من الذرة والسمسم ما يكفي حاجتها، مؤكدا أن الجهد حاليا لإنجاح موسم القمح.
وجاء ذلك في ملتقى دعم تعافي القطاع الزراعي في السودان الذي انعقد في مدينة إسطنبول.
وقال إبراهيم: “أبشركم رغم كل ما سبق حرصنا بألا نخرج من مصيبة الحرب التي ستنتهي قريبا لنقع في مصيبة المجاعة”.
وأضاف: “استطعنا توفير المدخلات الأساسية للموسم الزراعي رغم خروج عدد من الولايات من الموسم بصورة شبه كاملة إلا أننا أنتجنا من الذرة والسمسم ما يكفي حاجتنا ويفيض، وستسمعون الأرقام قريبا”.
وأكد أن “إنتاج الذرة أكثر من العام السابق فلن يكون هناك جوع، ولكن لا بد أن نعمل جهدنا لإنجاح الموسم الشتوي، أهل المدن يأكلون القمح، ونستورد منه كميات كبيرة مهمة، لا بد من محاولة إنتاج الجزء الأكبر محليا”.
وأوضح أن “مثل هذه المبادرات تعيننا لإنجاح الموسم الذي أمامنا وإن أنجحنا الموسم الشتوي نكون في أمان، أُطمئن الناس البلد بخير رغم المأساة التي نعيشها والحرب إلى نهايتها والتمرد في طريقه لانكسار كامل، والناس سيعودن لديارهم”.
ويأتي الملتقى في إطار مبادرة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لتحسين أوضاع الأمن الغذائي المحلي والإقليمي في السودان، بقيادة مدير عام المنظمة العربية لدعم التنمية الزراعية وجهود التعافي المبكر للقطاع الزراعي في السودان، إبراهيم الدخيري.
وحول إمكانيات بلاده أفاد إبراهيم بأن “السودان دولة شاسعة واسعة وبحكم مسؤوليتي عن ملف الاقتصاد أنا على قناعة أنه ليس بالإمكان تحقيق تنمية اقتصادية شاملة من غير تطوير الزراعة”.
وتابع: “بهذه القناعة تحركنا منذ أن تولينا الملف في كل المجالات وكل المؤتمرات والاجتماعات لنجعل من قضية الزراعة ومن قضية الأمن الاقتصادي همنا الأول وهم المنطقة الأول، استطعنا تجديد المبادرة السودانية للأمن الغذائي وتحويلها لقرار من جامعة الدول العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ولولا الحرب اللعينة لانطلقنا في تنفيذ المبادرة بالتنسيق مع مجموعات كبيرة من رجال الأعمال”.
وأوضح أن “الزراعة في السودان تتمايز بإمكانات ضخمة جدا، وأراضي شاسعة واسعة منبسطة، أكثر من 200 مليون فدان، ومياه وأنهار ومياه جوفية، تقدر الأمطار في العام 400 مليار متر مكعب، الأرض من أفضل الأراضي الزراعية في العالم من حيث إنبات الزراعة”.
ولفت إلى أن “الثروة الحيوانية تفوق 100 مليون رأس، ولكن هذه الزراعة تعاني من معوقات أساسية، لا ننتج من الأسمدة كميات تذكر، رغم كميات المياه لكن حصادنا للمياه ضعيف غالبها يذهب، والناس يشتكون من الفيضانات وبعد 3 أشهر نفس الناس يشتكون من العطش”.
وأوضح متحدثا عن التحديات التي تواجه السودان: “قدراتنا في التصنيع محدودة الإنتاج تذهب خام دون إضافة قيمة حقيقية لها ونستخدم تقنيات حتى الآن متخلفة، ولتطوير الزراعية نحتاج لرؤوس أموال كبيرة وليس مال فقط، وإلى معرفة وتقنية وحزم تعيننا على تطوير الإنتاجية”.
وشدد على أن “المطلوب استثمار حقيقي في مجال الزراعية واستقدام تقنيات متقدمة ورؤوس أموال كافية ورعاية كاملة من الدولة”، معرباً عن اعتقاده أن “الفرصة متوفرة والعائد الزراعي لا يضاهيه عائد وبعد بذل جهد في البنية التحتية وتوفير اللقاح والماء للثروة الحيوانية، وبجهود بسيطة، يمكن توفير المياه للمراعي لكي لا تضطر الحيوانات للهجرة”.
وختم بالقول: “لدينا تحديات ولكن مطمئنون بأنه بجهد قليل نحدث فرقاً لصالح المنطقة، مع الحروب الروسية الأوكرانية واجهنا مشاكل بالأسمدة التي ارتفعت أسعارها وارتفعت أسعار الوقود ما أثر سلباً على الزراعة”.
الجدير بالذكر أن إسطنبول استضافت ملتقى دعم تعافي القطاع الزراعي في السودان، حيث بحث مواضيع عدة منها تسهيلات عمل الشركات التركية والمستثمرين في القطاع الزراعي السوداني، وسبل تجاوز العقبات التي تعترض القطاع.