أعرب وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، عن تقديره العميق للدعم الذي تقدمه مصر في سبيل تعزيز وحدة واستقرار السودان، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة النزاع الحالي.
وأكد أن مصر تعتبر الشريك الخارجي الأقرب للسودان، مشيرًا إلى الروابط القوية التي تجمع بين البلدين، حيث تتداخل القضايا الأساسية والحياتية بشكل كبير.
كما أشار إلى أن الأمن القومي لكل من السودان ومصر مرتبط ارتباطًا وثيقًا، مما يجعل التعاون بينهما أمرًا حيويًا، بالإضافة إلى أن الأمن المائي يعد قضية مشتركة تتطلب التنسيق المستمر.
في حديثه مع مجلة “روزاليوسف”، أكد وزير الخارجية السوداني أن بلاده تواجه مؤامرة خارجية تهدف إلى تقسيمها وإضعافها. وأوضح أن هناك محاولات من بعض الأطراف للاستيلاء على السلطة، وعندما لم تنجح هذه المحاولات، بدأت تلك الأطراف في السعي لإعلان تشكيل حكومة موازية. وأكد الشريف أن هذه الجهود تهدف إلى تفتيت السودان وتقسيمه، مدعومة بأجندات خارجية تسعى لتحقيق مصالحها على حساب استقرار البلاد.
شدد الشريف على أهمية التصدي لهذه المؤامرات الخارجية، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي لمواجهة التحديات الراهنة. وأكد أن السودان بحاجة إلى دعم أصدقائه، وخاصة مصر، في هذه المرحلة الحرجة، حيث أن التعاون الإقليمي يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على السيادة الوطنية وتحقيق الاستقرار. وأعرب عن أمله في أن تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم السودان في تجاوز هذه الأزمات وتحقيق السلام والتنمية المستدامة.
أكد الشريف أن بلاده تعتمد بشكل كبير على الدول الصديقة التي تدعم وحدة واستقرار السودان، مشيرًا إلى الدور المحوري لمصر في مواجهة المخططات التي تهدد هذا الاستقرار. وأوضح أن مصر تبرز دائمًا التزامها بدعم وحدة السودان واستقراره، بالإضافة إلى تعزيز مؤسساته الوطنية، وخاصة القوات المسلحة السودانية، التي تعتبر ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن والنظام.
من جانبه، شدد وزير خارجية السودان على أن الخيار العسكري هو الخيار السائد في الوقت الراهن، حيث يسعى الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع. وأشار إلى أن التأخير في الحسم العسكري يعود إلى تكتيكات الميليشيا التي تلجأ إلى استخدام المدنيين كدرع بشري، مما يعقد العمليات العسكرية ويزيد من التحديات التي تواجه القوات المسلحة.
في سياق متصل، أكد المسؤولون السودانيون على أهمية التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه البلاد. وأعربوا عن أملهم في أن تسهم الجهود المشتركة في تعزيز الاستقرار في السودان، مما يتيح الفرصة لإعادة بناء المؤسسات الوطنية وتحقيق السلام الدائم الذي ينشده الشعب السوداني.