Uncategorized

نور الدائم الطه يكتب.. ملاحظات أولية حول الموقف السياسي المشترك مع مجموعة “تقدّم” من خلال ورشة جنيف

ملاحظات أولية حول الموقف السياسي المشترك مع مجموعة “تقدّم” من خلال ورشة جنيف:

1.الدعوة إلى تشكيل لجنة مشتركة مع قوى حليفة للميليشيا

تُعد هذه الخطوة بمثابة تبرئة غير مباشرة لقوى مثّلت غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا للميليشيا التي ارتكبت جرائم وصلت إلى مستوى الإبادة الجماعية. كما تحمل هذه الخطوة رسالة سياسية تُضعف موقف المساءلة والمحاسبة، وكأن شيئًا لم يحدث.
2. غياب الإشارة الصريحة إلى مليشيا الدعم السريع
إن غياب الإشارة الواضحة إلى انتهاكات مليشيا الدعم السريع، والاكتفاء بالإشارة إلى “الأطراف”، يعكس ضمنيًا مساواة غير مبررة بين الجيش الوطني، الذي يمثل المؤسسة المسؤولة عن حماية الدولة السودانية، وميليشيا متورطة بشكل مباشر في الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين.

3.  استغلال شعار “لا للحرب”

استغلت مجموعة “تقدّم” شعار “لا للحرب” كوسيلة لتقديم دعم غير مباشر للميليشيا، وتجميل صورتها أمام الرأي العام، متجاهلة الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت. وقد نجحت الورشة في استقطاب بعض المشاركين الجدد نحو هذا الطرح.

4.  دمج المسارين الأمني والسياسي:

يُعد هذا المقترح خروجًا عن مخرجات الورش السابقة، بما في ذلك ورشة الاتحاد الأفريقي، ومواقف الكتلة التي أكدت على خصوصية كل مسار. الإشارة إلى تقديم المسار السياسي على الأمني تُعد بمثابة وضع العربة أمام الحصان، حيث إن أي حوار شامل يتطلب تهيئة الأجواء أولًا، ويجب أن يتم داخل السودان.

5.  عدم الإشارة إلى حوار لا يُقصي أحدًا:

تغيب الإشارة الواضحة إلى ضرورة حوار يشمل جميع الأطراف دون إقصاء. هل يُتوقع ممن تم إقصاؤهم سابقًا، والذين ناضلت الكتلة الديمقراطية ليكونوا جزءًا من العملية السياسية، أن يقبلوا بإعادة صياغة الاتفاق الإطاري؟ إن الإشارة المبهمة إلى “الشمول” دون تحديد الأطراف أو القضايا تُعد مدخلًا لممارسة الإقصاء.

6.  موقف الأستاذة سلوى

هل الأستاذة سلوى تمثل الموقف الحكومي كمفوّضة رسمية، أم تُعبّر عن موقف حزبها فقط؟ وكيف يمكن التوفيق بين هذين الدورين؟ أم أن الورشة ومخرجاتها تعبر عن موقف الحكومة بشكل غير مباشر؟

7.  إضاعة فرص الحوار الشامل:

هذه المجموعة أضاعت جميع فرص الحوار الشامل الذي لا يُقصي أحدًا لتجنب وقوع الحرب. والآن، بعد دخول البلاد في أتون الحرب، خرج زمام المبادرات السياسية والدبلوماسية من يدها، وتغيّرت الأولويات بشكل جذري. لذلك، هل يتوقع احد لاتفاق أو بيان حول مخرجات ورشة يوقف الحرب علي الارض؟!

نورالدائم طه
30 نوفمبر 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى