أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن أولويات الحل السلمي للأزمة السودانية يتمثل فى تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، و إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية وأن يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة.
وقال البرهان في خطابه أمام القمة غير العادية لرؤساء دول وحكومات الإيغاد التي انعقدت بجيبوتي اليوم ، وسط مشاركة إقليمية ودولية ، أن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً ، لو التزم المتمردون بما تم التوقيع عليه ، ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين.
ونوه رئيس مجلس السيادة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الإيقاد فى تحقيق السلام في السودان ، مؤكداً أن أبواب الحلول السلمية ، لم تغلق مرحبا بكل الجهود لوقف إراقة الدماء وفيما يلى نص خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام القمة الطارئة للإيقاد رقم (41) المنعقدة اليوم بجيبوتي:
-بسم الله الرحمن الرحيمفخامة الأخ الرئيس عمر إسماعيل قيليرئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة ورئيس الإيقادأصحاب الفخامة السادة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء بمنظمة الإيقادصاحب السعادة / د. وركيني قبيهو- السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقادسعادة وزراء خارجية الدول الأعضاءالسادة والسيدات أعضاء الوفود الموقرةسيداتي وسادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، أسمحوا لي في البداية أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لصاحب الفخامة الرئيس عمر إسماعيل قيلي ولحكومة وشعب جمهورية جيبوتي الشقيقة على الدعوة الكريمة لعقد هذه القمة بالغة الأهمية واستضافتها ، ولما أحاطونا به من حفاوة لاستقبال وكرم الضيافة.
شكرنا وتقديرنا للأخوة قادة الدول الأعضاء الذين حضروا لهذه القمة ، وكذلك لما يبدونه من اهتمام وتضامن مع السودان في أزمته الراهنة.التقدير والعرفان للسكرتارية لمثابرتهم وحرصهم على القيام بكل ما من شأنه إنجاح هذه القمة. أصحاب الفخامة والسعادةالسيدات والسادةلا شك أنكم تعلمون وتتابعون أبعاد الحرب المفروضة على بلادنا ، بعد تمرد قوات الدعم السريع على الدولة وتوجيه عدوانها الآثم إلى المواطنين العزل : تقتيلاً وتطهيراً عرقياً واغتصاباً ونهباً للممتلكات الخاصة وتدميراً وتخريباً للمؤسسات العامة والبنى التحتية.
ولا أود أن أسرد تفاصيل الفظائع غير المسبوقة التي تورطت فيها الميليشيات المتمردة فذلك قد رصدته ووثقته وأدانته المنظمات الدولية والحقوقية المعنية والأعلام العالمي وآن لمنظمتنا الإقليمية أن تحذو حذو تلك المنظمات الدولية.
ومع اضطلاع قواتنا المسلحة بواجبها الدستوري والقانوني والأخلاقي في حماية البلاد وشعبها من تلك البربرية التي لم يعرفها تاريخنا المعاصر من قبل ، إلا أننا لم نغلق باب الحلول السلمية ، ورحبنا بكل جهد يؤدي لوقف إراقة الدماء وتدمير بلادنا ، وقد تعاملنا بإيجابية مع كل المساعي الصادقة من الإيقاد ، ودول جوارنا ، ومنبر جدة.وفي هذا السياق كان توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية في 11 مايو 2023 ، فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة سلمياً ، لو التزم المتمردون بما تم التوقيع عليه ، ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين.
فعلى عكس ما يُلزم به إعلان جدة من إخلاء الأعيان المدنية ومساكن المواطنين توسعت المليشيات المتمردة في إحتلال المزيد من المرافق العامة والمستشفيات والجامعات ودور العبادة ومنازل المواطنين ، وتحويلها لثكنات عسكرية ومواقع للقناصة.
في الواقع فقد وقعت أسوأ الفظائع بما في ذلك جرائم التطهير العرقي والمجازر الجماعية في دارفور بعد توقيع إعلان جدة ، وما أعقبه من هدن إستغلتها المليشيا المتمردة لإعادة التموضع والتزود بالسلاح كما إعترف المتحدثون بإسمها بذلك.
أصحاب الفخامة والسعادةالسيدات والسادةيقتضى واجب المسئولية الوطنية والجماعية أن أنبه إلى خطر التدخلات الخارجية في أزمتنا الحالية ، متمثلاً في تواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم بل ومن خارج القارة الإفريقية وكذلك إستمرار وصول المرتزقة من بعض دول جوارنا القريب والبعيد مما يؤدى إلى إطالة أمد الحرب وارتكاب المزيد من الفظائع خاصة التطهيرالعرقي وجرائم الإعتداء الجنسي وتدمير المنشآت وتهجير المواطنين.
أصحاب الفخامة والسعادةالسيدات والسادةرغم كل ما ذكرته ، فإنني ومن واقع حرصنا على السلام وحقن الدماء وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له بلادنا أجدد إستعدادنا للتوصل لحل سلمى للأزمة ، كما نقلت ذلك للأشقاء قادة دول إيقاد التي تشرفت بزيارتها مؤخراً. وتتمثل أوليات الحل السلمى في تقديرنا في الآتى :
أولاً : تأكيد الإلتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل.
ثانياً : وقف إطلاق النار وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها.
ثالثاً : إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لكل المحتاجين إليها وتشجيعالمتضررين من الحرب للعودة لمناطقهم وتقديم المساعدات اللازمة وفق الاتفاق المبرم في جدة بتاريخ 04 نوفمبر 2023م الماضي مع إعادة المنهوبات للمواطنين.
رابعاً : يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الإنتقالية وإجراء الإنتخابات العامة ولتحقيق تلك الغايات لا بد من الإلتزام بالمبادئ الآتية :
1.حماية سيادة السودان وإستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه ، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شئون البلاد الداخلية.
2.إن قضية وجود جيش وطني واحد ، يحتكر إستخدام القوة العسكرية ، هي مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها ، لأن ذلك هو ضمانة أساسية للإستقرار والسلم ليس في السودان وحسب إنما في كل الإقليم.
3.لا بد من التأكيد على أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على إمتيازات سياسية غير مستحقة وإن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الإنتخابات.
4.إن أعمال مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة من المتمردين ، هو السبيل الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة ورتق النسيج الإجتماعي والإستقرار.
وقناعتنا التامة أن إيقاد يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في كل ذلك ،بإعتبارها المنظمة الأقرب لفهم واقع السودان وحقيقة ما يجرى حالياً فيه ولدورها التأريخي في تحقيق السلام في السودان وأتطلع أن تخرج هذه القمة بقرارات وتوصيات تعين على الوصول لهذا الهدف.
ختاماً :إنابة عن الشعب السوداني أشكر كل من قدم الدعم والمساندة لضحايا التمرد داخل وخارج السودان من دول وحكومات ومنظمات وأرجو أن تستمر جهودهم في ذلك.أشكر لكم حسن إستماعكم،،وتقبلوا خالص تقديري وإحترامي،،