منذ بدء تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة ارتكبت انتهاكات وجرائم حرب بحق المدنيين في عموم مناطق الاشتباكات، لم توفر أي وسيلة أو أداة في قتل الشعب السودان وتدمير البنى التحتية.
فبدءاً بالقتل والنهب والترويع واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية بجانب أخذ منازل المواطنين عنوة وتدمير المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس واحتلال دور العبادة المساجد والكنائس، وليس انتهاء بجرائم اغتصاب بحق النساء والفتيات.
وإلى اللحظة، وبعد مرور نصف عام على تمرد الميليشيا ما زالت تواصل جرائمها البشعة بحق الشعب السوداني، سلوك وحشي وإزاء الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا المتمردة.
الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، محي الدين ابراهيم جمعة قال إن الانتهاكات لا أخلاقية ومؤسفة، وإن الحرب كشفت عن السلوك الوحشي واللا أخلاقي للمليشيا تجاه المواطنين العزل.
وأضاف أن السلوك نابع من غياب رؤية سياسية وأخلاقية لحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وبروتوكولات جنيف وملحقاتها، وأكد الانتهاكات لا تزل مستمرة في نيالا و كاس وزالنجي والجنينة والأبيض والخرطوم، ما يجعل المتمردين في حالة فقدان الرؤية الأخلاقية والسياسية.
في حين كشفت وزارة الصحة عن خروج نحو 100 مستشفى من الخدمة و30 أخرى عرضة للتوقف، حيث تأثرت المؤسسات الصحية بالاعتداء المباشر من المليشيا المتمردة، حيث قصفت عدداً من المستشفيات كان آخرها مستشفى النو بأم درمان.
القوات المسلحة أكدت في غير مرة أن ميليشيا الدعم السريع المتمردة تتمادى في التدمير والتخريب الممنهج للمنشآت والبنى التحتية الحيوية.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله إن ميليشيا الدعم السريع قامت بإحراق مقر شركة النيل الكبرى للبترول وبرج وزارة العدل وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وسط الخرطوم، ونهبت وأحرقت برج بنك الساحل والصحراء بالخرطوم.
كما شمل التخريب مطار الخرطوم الدولي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتعرضت (104) مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة للتخريب وتضررت جميع الجامعات الحكومية بكلياتها في ولاية الخرطوم إلى جانب أكثر من (10) جامعات خاصة و(20) كلية جامعية وجامعتين أهليتين.
وفي الولايات تأثرت ست جامعات حكومية بكلياتها بأعمال النهب والتكسير والحرق إلى جانب عدد من الكليات الجامعية الخاصة، وأدانت وزارة التعليم العالي الممارسات ووصفتها بالبشعة، وحمّلت مليشيا الدعم السريع المتمردة مسؤولية كل الجرائم.
وذكرت المصادر أن المليشيات المتمردة قامت بنهب عدد من البنوك والمحلات التجارية بالعاصمة وقتل الحراس المدنيين وأصحاب المحلات التجارية، إضافة إلى استهداف مقرات عدد من البعثات الدبلوماسية ونهب محتوياتها واتخاذها ثكنات عسكرية.
وأكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان تعرض قوة من ميليشيا الدعم السريع لقوافل إمداد دوائي كانت في طريقها للولاية الشمالية وأخرى لولاية الجزيرة، وقال مكتب المنظمة الدولية المشترك لحقوق الإنسان إنه تلقى تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في الجنينة بإقليم دارفور والمناطق المحيطة بها قتلتهم الميليشيا المتمردة.
وحول تجنيد الأطفال، سلمت القوات المسلحة منظمة الصليب الأحمر عدد 30 طفلاً دون سن الـ 17 سنة جندتهم مليشيا الدعم السريع في صفوفها لزجهم في قتال الجيش السوداني.
وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، إن جرائم الاغتصاب منذ بداية الحرب ارتفعت إلى 136 حالة، 68 منها سُجِّلت بولاية الخرطوم، بينما توزعت بقية الحالات في ولايتي جنوب وغرب دارفور، وجميع الحالات وفقاً للناجيات اُرتكبت بواسطة عناصر من قوات مليشيا الدعم السريع، عدا حالتين فقط ارتكبت بواسطة مجموعات النهب المسلح.
كما رصدت اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر حالات تجنيد قسراً للشباب وارغامهم على حمل السلاح من قبل القوات المتمردة، بجانب بيع الفتيات المختطفات للاستعباد الجنسي.
إضافة إلى تلك الجرائم والانتهاكات تستمر ميليشيا الدعم السريع بترويع المواطنين وتقييم نقاط تفتيش وحملات داخل الأحياء تستهدف فيها معاشيي القوات النظامية وموظفي الدولة والدبلوماسيين، كما أنها تقوم بمداهمة منازل المواطنين في مدن الخرطوم الثلاثة بغرض السرقة والاغتصاب والقتل، وفق وزارة الخارجية، وكثفت مليشيا الدعم السريع المتمردة قصفها على منازل المواطنين خلال الفترة الأخيرة، ما أدى لاستشهاد العشرات واصابة المئات.
وفرضت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتين في سبتمبر الماضي عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، وعبد الرحمن جمعة، بتهمة ارتكاب أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان.
في حين لم تسلم دور العبادة من الانتهاك حيث قصفت المليشيات المتمردة المسجد الكبير بالثورة الحارة (٢٥) أثناء أداء المصلين لصلاة الجمعة، مما أسفر عن مقتل عشرة من أهالي المنطقة والعديد من الإصابات، كما كشفت الجمعية الوطنية للحريات الدينية (نيرفا)، لـ(لايف ميديا) عن اقتحام حوالي (9) كنائس.