مقالات رأي

من داخل القيادة العامة رسالة معبرة من العميد الركن صديق البقاري إلى ابنه الملازم الخريج بمعهد المشاة جبيت

كلمات جميلة..رائعة..ومعبره..خطها العميد الركن صديق البقاري..المرابط داخل ‎#القيادة العامة..إلي ابنه الملازم أحمد صديق الذي تخرج ضمن ضباط الدفعة 68..بمعهد المشاة جبيت

ابنى الغالي … الآن وقد نضج الزرع واستغلظ و استوى على سوقه يعجبنا نحن الزراع و يغيظ كل خائن عميل يتربص بهذا البلد الدوائر …مبارك لك الانضمام الى مؤسسة الرجال النشامى قائدا … كنت أمنى نفسى بحضور يوم فرحك و لكن شغلنى عنك جرح الوطن الذى نجتهد فى تضميد جراحه بالنفوس مراهما و بلسما.
ابنى الحبيب… و أنت تدخل هذا المعترك فأعلم أنك ورثة ورثة ثقيلة من ابيك و أنا لن أتحدث عنها و سأترك الحديث عنها للأيام و ستقابل ذلك فى حياتك العملية … ستجد من يحدثك عن الملازم صديق البقارى فى الجبهة الجنوبية وقتها … و ستجد من يحدثك عن النقيب صديق البقارى فى جبال و وهاد دارفور … و ستجد من يحدثك عن الرائد صديق البقارى فى الصحراء الكبرى …. و ستجد من يحدثك عن المقدم صديق البقارى فى حدود السودان مع تشاد من كريارى و كلبس و مسترى و كبار وجقمة و بيضة و أم دخن و أم دافوق … ستجد من يحدثك عن العقيد صديق فى جنوب كردفان و جبالها و ستجد من يحدثك عن العميد صديق فى معركة الكرامة و ما أدراك ما القيادة و محيطها … فإن كان الذى سمعته اثلج صدرك فلله الحمد و المنة فالله الله فيه و إن كان غير ذلك فكل ما يتمناه الأب أن يكون الأبن خيراً منه.
السيد الملازم أحمد … لعلك الان ادركت أن الاعداد للدفاع عن الوطن يستحق ما تلقيتموه من تدريب شاق و عنت و سابقا قلت لك إن إعداد الرجال للمهام الصعبة دونه خرت القتاد و الشاهد على ذلك ما تعرض له كرنفال تخريجكم من عدوان غاشم يستهدف البلاد فى شخص ابنائها و قادتها … و لكن هذا حال القوات المسلحة لا تتفاجأ بهكذا افعال و لا تتباكى على أبنائها الذين سقطوا شهداء و جرحى فالبكاء عليهم فى عرفنا عار … و ردنا على هذه الفعلة بتخريجكم قول القائل (الوحش يقتل ثائرا …. و الارض تنبت الف ثائرا … يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر ) فإن استشهد خمسة فقد استلم رأية بعدهم خمسمائة … فإن كنا سابقا دخلنا حرب الجنوب بعد شهر من التخرج فأنتم دخلتم المعركة قبل أن ترتدوا (دبابيركم) و لعمرى هذا مؤشر بأنكم ستكونون خير سند لابائكم و إخوانكم فى الخطوط الأمامية و هم يدافعون عن هذا البلد بكل جلد و صلابة.
فقط وصيتى لك أن تتق الله فى نفسك و وطنك و فينا و فى رؤسائك و مرؤسيك بذلك تكون اديت واجبك على الوجه الأكمل … فمرحبا بك سهما فى كنانة القوات المسلحة ترمى بك متى ما شاءت و كيف ما شاءت … و مرحبا بك خليفة لابيك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى