تثير العلاقات المعادة حديثاً بين السودان وإيران العديد من التكهنات حول مآلاتها وما إذا كانت تمنح السودان تفوقا عسكريا بالنظر للقدرات الإيرانية المتقدمة في التسليح لاسيما بعد تفوق الجيش ميدانيا خلال الأسابيع الأخيرة في معاركه ضد ميليشيا الدعم السريع، بنحو أثار تساؤلات حول تلقي الجيش السوداني دعما عسكريا من طهران، وهو ما نفاه مسؤولان بارزان في مجلس السيادة ووزارة الخارجية السودانية.
عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن إبراهيم جابر يؤكد أن الأصل في العلاقات الدولية التواصل وتبادل المصالح لا القطيعة والعداوات، ويلفت الى أن العلاقة مع إيران استخدمت خلال سنوات النظام السابق لأغراض سياسية لكن هذا لن يحدث الآن، لأن الوضع تغير كما يقول.
ويشير المسؤول السيادي إلى أن غالب دول الخليج لديها علاقات مع إيران، ويمضي قائلا: لا أعرف كيف نميز بين أن تكون هذه العلاقة إيجابية ولمصلحة الشعوب وهذه علاقة محرمة.. في السياسة الدولية قطع العلاقات بين الدول هو الشاذ وليس إعادتها مادام ذلك في مصلحة السودان.
ويذهب جابر إلى الأبعد حين يقول إن العلاقة مع إيران لا يمكن أن تؤثر على قطار التطبيع مع إسرائيل الذي كان السودان أول المنضمين له، ويوضح أكثر أن السودان يدير شؤون السياسة الخارجية وعلاقاته الدولية وفق المصلحة العليا لشعب السودان وإذا رأى مصلحة في التطبيع سيستمر وحال لم يجد لن يفعل.
بدوره ينفي وزير الخارجية السوداني علي الصادق تلقي بلاده أي مساعدات عسكرية من إيران، ويشدد على أن إعادة العلاقة مع طهران ليست موجهة ضد أي دولة أو نظام إقليمي أو دولي.
وتابع متسائلاً: لماذا مقبول أن تعيد السعودية علاقتها مع طهران والسودان لا؟ عموما نحن استأنفنا علاقات كانت قائمة أصلاً، وما يقال عن أسلحة إيرانية هذه مجرد تكهنات ولم يحدث أبداً حتى الآن أن أرسلت إيران مساعدات للسودان أياً كانت.
وأكد الوزير عدم وجود أي اتفاقيات مع إيران على مساعدات عسكرية، وأردف “ما اتفقنا عليه حتى الآن هو فقط إعادة فتح السفارات بين البلدين”.
كما يتحدث دبلوماسي رفيع في وزارة في الخارجية السودانية عن أن كل الدول العربية والخليجية تقيم علاقات مع طهران بداية من قطر قديما إلى السعودية ومصر مؤخرا بل إن أبوظبي نفسها تعد معبراً رئيسياً للتجارة الدولية مع طهران خلال فترة العقوبات الأمريكية ويردف “هم أشاعوا أننا أعطينا إيران قاعدة بحرية لتأليب العالم علينا وهم يعرفون أن هذا غير صحيح ونحن وطهران نفينا ذلك بشكل قاطع”.
ويشار إلى أن إيران ساعدت السودان في مجال تسليح المشاة عند بدايات دخول السودان مجال التصنيع الحربي منتصف التسعينات قبل أن يقطع السودان علاقاته في التصنيع العسكري مع طهران قبيل توقيع اتفاق السلام مع الجنوب 2005.
وفي العام 2015 توترت العلاقات السودانية الإيرانية على خلفية هجمات إيرانية على السعودية، حيث تم قطع العلاقات الدبلوماسية وشارك السودان إلى جانب دول الخليج في عاصفة الحزم التي حاربت جماعة الحوثي المحسوبة على إيران في اليمن، وهي الفترة التي شهدت ارتباطا بالمحور الغربي وبدأ خلالها السودان في تصنيع المسيرات والعديد من الأسلحة التي عرض منها 144 منتجا لمنظومة الصناعات الدفاعية في معرض دبي للأسلحة في دولة الإمارات خلال فبراير من العام 2023.