أحدهم من داعمي الميليشيا ومرتزقتها السُّفهاء في مواقع التواصل الاجتماعي، حاول تصوير استراتيجية الجيش في التعامل مع الحرب القذرة بأنّها رغبة في حماية قواتها ومقارها على حساب أمن وسلامة المواطن!
الحقيقة التي يتجاهلها المُرتزق أنّ المُؤامرة كانت أكبر من إمكانيات الجيش واحتمال المواطنين.
ولو اختار الجيش المواجهة المفتوحة مع الميليشيا ذات النيران الكثيفة والدعم والإسناد الإقليمي الكبير، لسحق خلال أيام معدودة ولنال حميدتي ومَن وراؤه مُبتغاهم على عجل ويسر.
حرب المدن من أخطر وأصعب الحروب، وخسائرها جسيمة، تحتاج خُططاً معقدة وتضحيات كبرى وفقاً لرأي خبراء الحروب:
(تابع إفادة الفريق سعد الدين الشاذلي قائد حرب أكتوبر في الفيديو المرفق👇).
لم يكن أمام الجيش المعد للحروب التقليدية الدفاعية، لا سيما بعد حل هيئة العمليات المدربة على حرب المدن، إلّا اتباع استراتيجية استنزاف العدو، مع التضحية المُؤقّتة بالأرض والاحتفاظ بمراكز السيطرة والتحكم إلى حين تخفيض قوة نيران العدو عبر استهداف السيارات وقطع الإمداد، وضرب المقار، ومن ثم الانقضاض عليه، وهو كسير الجناح، خائر القوة، يتملّكه الإحباط، وهذا ما تخبر عنه الآن فيديوهات الهزائم المُتلاحقة.
حينما تحدّثنا مع البرهان وسألناه عن احتمال المواجهة قبل إطلاق الرصاصة الأولى من قِبل الميليشيا، من الواضح أنه كان يستبعد ارتكاب حميدتي تلك المُغامرة الحمقاء الخاسرة عسكرياً وسياسياً، وهو حُسن ظن لم يكن حميدتي أهلاً له!
ولكن إذا فعلها في لحظات وهم وغرور، فستكون النتيجة كما توقّعها البرهان:
خسائر فادحة يعقبها انتصارٌ ساحقٌ.
وطبعاً هذا ما لا يتمناه ذلك المتحدث الرعديد، ومَن على شاكلته من انتهازيين ترعاهم المنظمات المشبوهة وتحنو عليهم حنو المُـرضِـعَـات على الفطيم، ويقفون على ناصية العشم في انتظار عودتهم على أجنحة الثلج إلى السلطة على جُثث المتقاتلين من الطرفين، وفوق تل الخراب، وذلك هو المُستحيل..!