
في خضم المعارك المصيرية التي تخوضها قواتنا المسلحة وكافة القوات النظامية في مدينة الفاشر الباسلة تقف الجبهة الداخلية كحائط صد متين لا يقل أهمية عن خطوط القتال الأمامية .
إذ لا يمكن الحديث عن انتصارات ميدانية دون جبهة داخلية متماسكة وواعية بواجبها الوطني ومحصنة من آفة الإشاعة التي باتت من أخطر أسلحة الحروب الحديثة .
الإشاعة ذلك السلاح غير المرئي ينتشر كالنار في الهشيم يسعى لتقويض الثقة وبث الرعب وزعزعة الصف الوطني .
وفي ظل ما تواجهه مدينة الفاشر من تحديات جسام تسعى الجهات المعادية واذنابها الي اجهاض استقرار الوطن واستهداف وحدة الصف الداخلي بنشر معلومات مغلوطة وأخبار كاذبة تقوض الروح المعنوية وتشكك في قدرة قواتنا على الصمود والانتصار .
إن مسؤولية دحض الإشاعة لا تقع على عاتق جهة بعينها بل هي مسؤولية جماعية تبدأ من المواطن وتمتد إلى الإعلام وتنتهي عند مؤسسات الدولة . فالإعلام الوطني يجب أن يكون خط الدفاع الأول يسارع إلى التصحيح ويدحض الأكاذيب بالحقيقة والحجة ويضيء دروب الوعي في وجه الظلام المعلوماتي .
أما المواطن فهو شريك أصيل في المعركة إذ ينبغي عليه التحلي بالحس الوطني وعدم الانسياق خلف كل ما يرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون تحقق أو تثبت .
تاتي هذه الحملات المشبوه في أعقاب الانتصارات الباهرة والمتتالية وسيطرتها علي مدن وقري في ولايتي شمال وغرب كردفان ومن ورائها كل القوات النظامية التي قدمت ملاحم بطولية في معارك الكرامة بمدينة الفاشر وأثبتت أن النصر لا ينتزع بالسلاح فقط بل بالثبات علي المبدأ وتوحيد اللحمة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية وهو الوقود الذي يمنح مقاتلينا في الميدان طاقة الصمود والثبات .
فلنقف جميعا صفا واحدا ندحض فيه الإشاعة بالحقيقة ونصون والانتماء الوطني . فالنصر لا يصنعه الجيش وحده بل تصنعه الأمة بأكملها عندما تؤمن بقضيتها وتذود عنها بالانفس والكلمة الصادقة والموقف الصلب .
🇸🇩 حفظ الله السودان ارضا وجيشا وشعبا .
الفاشر .٢٠٢٥/٤/٢٧