مقالات رأي

عبد الماجد عبد الحميد يكتب: المشاهد المؤثرة لجولة “البرهان”

بعيداً عن الرأي العام السوداني الذي هاجمت كثرته مواقف البرهان لدرجة الذهاب بعيداً إلي إتهامه بالتواطؤ والتخاذل .. بعيداً عن هذا الرأي وقريباً منه لا يمكن لأي سوداني في وجدانه مثقال حبة من رجالة وشجاعة إلا أن يقف مذهولاً و(مندهشاً) للصور الحية والمشاهد المؤثرة التي غزت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأولى من صباح اليوم وهي توثق للجولة العفوية لقائد الجيش السوداني الفريق البرهان وهو يتجول وسط جنوده ويتناول قهوة وشاي الصباح في محل شاي بالحارة 100 أقصي شمال مدينة أم درمان.

لا يمكن التقليل من الأثر المعني المذهل لهذه الصورة، توقفت كثيراً عند مشهد تحية البرهان العفوية لأحد الجنود… الجندي تسمّر في مكانه.. لا يكاد يصدق أن القائد العام (شخصياً) من يصافحه… وهنا داعب البرهان الجندي وهو يضحك بطريقة توضح أن قائد الجيش (تحرر نفسياً) من ضغوط كثيرة على كاهله، وأنه أكثر سعادة بزيارة هذا الجندي الشجاع في ثغرة حراسته.

سبقت هذه الزيارة تسريبات أول أمس تقول إن البرهان سجل زيارة إلى موقع المدرعات بعملية أمنية معقدة والتقى قيادة العمليات هناك ثم غادر بعد أداء صلاة المغرب داخل حوش المدرعات.

وبين مصدقٍ ومكذبٍ لهذا التسريب جاءت زيارة برهان إلى ضباط وجنود المواقع العسكرية بأم درمان لتضع أكثر من علامة استفهام وتعجب لكيفية وتوقيت خروجه من القيادة العامة للجيش!! الآن أمامنا 3 احتمالات.. أقواها عندي الثالث:

• الأول: أن البرهان خرج عن طريق عملية تأمين عالية أظهرت قدرات المنظومة الأمنية التي تحيط بالبرهان.

• الثاني: هنالك خطوط إمداد وحركة وتواصل بين القيادة العامة وكل المناطق العسكرية بمدن العاصمة المثلثة، وهو ما ينفي عملياً فرية مليشيا التمرد بسيطرتها علي كل مفاصل ولاية الخرطوم.

• الثالث: وهو الأقوي عندي أن قيادة العمليات العسكرية قد تم نقلها إلي مكان أكثر أمناً خارج القيادة العامة للجيش.

• القيادة العامة بوضعها الحالي ليست المكان المناسب لإدارة العمليات الحربية، ولكنها المكان الرمزي لقيادة الجيش السوداني والدفاع عنها حتى آخر نفس وروح هو دفاع عن كرامة وتاريخ الجيش.

• إدارة العمليات الحربية من مكان آخر خارج القيادة سيتم بعيداً عن الضغوط والتفكير في سد منافذ التسلل إلى قلعة الجيش الحصينة.

وعليه فإن ظهور البرهان اليوم هو بداية مرحلة جديدة في خط سير حرب الجيش ضد مليشيا التمرد… سيقود البرهان العمليات الحربية من موقع جديد ربما تم اختياره بتقديرات عسكرية تم حسابها بدقة.

• هذا الاحتمال والتفسير الثالث قابل للانهيار حال تأكدت عودة البرهان إلى القيادة العامة للجيش وخروجه منها مرة أخرى…ثم العودة ثانية.

• صور البرهان أحدثت أثرها السالب في أوساط جنود وضباط ومناصري مليشيا التمرد التي تعتمد الصور والفيديوهات رافعة أساسية لانتشال جنودها من طين الإحباط… والآن أمام المليشيا خياران لا ثالث لهما لمحو صدمة صور قائد الجيش مع جنوده.

• الخيار الأول : أن يظهر قائد عصابات المليشيا حميدتي في مشهد مشابه… مشهد غير مدبلج وغير مصنوع… مشهد يتجول فيه قائد التمرد وسط جنوده بأسواق دقلو بشرق النيل أو سوق القش بغرب أم درمان ويرسل من خلال هذا الظهور رسائل مباشرة ومنها رسالة تعزية لقوات فاغنر الروسية بعد مصرع قائدها بريغوجين!

• الخيار الثاني: أن تسيطر مليشيا التمرد عاجلاً على موقع مهم يزيح ترند ظهور البرهان في وادي سيدنا عن دائرة اهتمام الشعب السوداني الذي يحب الرجل الفارس وإن كان يخالفه الرأي والموقف!

• إن لم تتمكن مليشيا التمرد من هذا أو ذاك وهو أمر متوقع، في هذه الحالة ليس أمامها غير الجلوس أمام شاشات هواتفها والاستمتاع بمشاهدة الأهداف الصاروخية لبرهان في شباك مليشيا آل دقلو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى