مقالات رأي

عبدالمنان أبكر عمر يكتب: مرحلة جديدة من الحرب في السودان.. سقوط مدينة النهود واستهداف قاعدة عثمان دقنة

في تطور خطير ينذر بمرحلة جديدة من الحرب في السودان سقطت مدينة النهود بولاية غرب كردفان في يد مليشيا الدعم السريع بعد صمود استمر أكثر من عامين. ويأتي هذا التقدم للمليشيا بالتزامن مع استهدافها اليوم لقاعدة عثمان دقنة الجوية في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة في هجوم يُعد نقلة نوعية في مسار المواجهات.
من الواضح أن دولة الإمارات التي توصف بأنها وكيل لمشروع صهيوماسوني في المنطقة شعرت بفشل مشروعها في السودان على الصعيدين العسكري والدبلوماسي ما دفعها إلى تكثيف دعمها لمليشيا الدعم السريع. ويتجلى هذا الدعم في توفير الأسلحة النوعية والمعلومات الاستخباراتية التي يُعتقد أنها تُجمع عبر عناصر مندسة داخل مناطق سيطرة القوات المسلحة السودانية.
وقد انعكس هذا الدعم بشكل واضح في الهجوم على مدينة النهود الذي تزامن مع سلسلة استهدافات ممنهجة للمؤسسات المدنية في المناطق الآمنة. أما استهداف قاعدة عثمان دقنة في بورتسودان فيُفهم على أنه محاولة رد على الغارة الجوية التي شنها سلاح الجو السوداني مؤخرًا على طائرة في مطار نيالا كانت تنقل أسلحة للمليشيا وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة وسط المليشيا.
هذا التصعيد يستدعي من القيادة العسكرية السودانية إعادة تقييم خططها العملياتية وتسريع وتيرة الحسم الميداني عبر ضربات نوعية مركزة خصوصًا في ظل ضعف المليشيا الحقيقي رغم الدعم الخارجي الكبير. كما أن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية مطالبة ببذل جهود أكبر في كشف وتفكيك الشبكات المتعاونة مع المليشيا داخل المناطق المحررة وذلك باستخدام الخبرات المتراكمة لدى القوات المسلحة في تأمين المنشآت الحيوية الاستراتيجية وتعزيز الدفاعات الجوية لمنع اختراق الطائرات المسيرة.
على الصعيد الدولي من المهم مواصلة الضغط على دولة الإمارات من خلال توثيق تدخلها في النزاع ودعمها للمليشيا والسعي لتقديم ملفات قانونية متكاملة أمام محكمة العدل الدولية. كما يجب العمل على فضح هذا الدور إعلاميًا لكسب المزيد من الدعم الإقليمي والدولي للشرعية السودانية.
رغم تمكن مليشيا الدعم السريع من السيطرة على مدينة النهود وتنفيذ هجمات جريئة مثل استهداف قاعدة عثمان دقنة إلا أن ذلك لا يعكس تفوقًا استراتيجيًا بقدر ما يعكس محاولة يائسة لتسجيل إنجازات رمزية وسط تراجعها في أكثر من جبهة. المليشيا اليوم في أضعف حالاتها والدعم الإماراتي لم يغيّر ميزان القوى بشكل جذري وهو ما يُبقي فرص الحسم العسكري قائمة بشدة شريطة وحدة الصف وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية والدبلوماسية.

✍🏽عبدالمنان ابكرعمر
4/5/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى