تحدى مدير مستشفى طوكر في السودان، الطبيب مدثر أحمد، الفيضانات العارمة التي اجتاحت مدينته الواقعة شرقي البلاد، وأصر على القيام بعمله لإنقاذ المرضى.
ووثقت مشاهد متداولة عبر المنصات الرقمية الطبيب وهو يسبح في مياه الفيضانات ليصل إلى المستشفى ويؤدي المهام الطبية.
وقال مدثر خلال لقاء على برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، إنه فوجئ بتصويره وانتشار المقطع بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح ملابسات الحادثة، وقال: “بسبب انقطاع خدمات الشبكات في ذلك اليوم، كان لابد من الذهاب لاستدعاء مسؤول قسم النساء والتوليد لإجراء عمليات ولادة قيصرية طارئة، ورغم كل التحديات، بفضل الله تكللت العمليات بالنجاح”.
ورفض الطبيب مدثر تصويره كبطل قائلاً إن أي طبيب آخر لو كان في نفس موقفه لفعل الشيء ذاته.
وأشار مدير المستشفى إلى أن حالة الطوارئ التي تعاني منها البلاد بسبب الفيضانات هي التي اضطرته لاتخاذ أي سبيل لإنقاذ حياة المرضى، مؤكدًا أن “هذا واجبنا كأطباء، ولو تطلب الأمر أن تضحي بحياتك من أجل المرضى، تفعل ذلك”.
وأضاف أن مستشفى طوكر هو الوحيد الذي لا يزال يعمل في ظل هذه الظروف.
وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث سيول غمرت سد أربعات، الذي يقع على بعد نحو 40 كيلومترًا شمال مدينة بورتسودان، التي أصبحت العاصمة المؤقتة للبلاد.
وارتفع عدد قتلى السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى 123 شخصًا، وفقًا لغرفة طوارئ الخريف التابعة للحكومة السودانية.
وتتزامن أضرار السيول هذا العام مع استمرار المعاناة جراء الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا آل دقلو منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، والتي خلفت نحو 18 ألفًا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، حسب تقارير الأمم المتحدة.