أخبار

ضربة نيالا تؤجل مؤتمر الحلو ودقلو وتدفع الأخير للهروب وسط همس عن طائرات.. أم جن؟

أربكت الضربة الجوية الدقيقة التي استهدفت مطار نيالا فجر السبت صفوف مليشيا الدعم السريع، وخلطت أوراقاً سياسية كان يُخطط لها بعناية، أبرزها مؤتمر صحفي واجتماعات سرية كان من المزمع عقدها منتصف مايو بحضور قيادات من “تأسيس” والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، بهدف إعلان حكومة أمر واقع مشتركة.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن الضربة الجوية جاءت مباغتة وأدت إلى وقوع انفجارات عنيفة داخل المطار، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيا، من بينهم مصابون كانوا في طريقهم للعلاج خارج السودان، فضلاً عن احتراق جثث مجهولة الهوية. كما أُصيب ضباط أجانب يُرجّح أنهم إماراتيون كانوا متواجدين في الموقع.

وأكدت المصادر أن عبد الرحيم دقلو غادر مدينة نيالا على عجل بعد نحو نصف ساعة من الانفجارات، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد أُلغيت على إثرها الترتيبات المرتبطة بالمؤتمر والاجتماعات السياسية التي كانت تُمهد لمرحلة جديدة من التحالفات.

الضربة، التي لم يُعلن الجيش السوداني رسميًا تبنيه لها، أحدثت حالة من الذعر في صفوف الدعم السريع، وأفقدته توازنه في جنوب دارفور. وأطلقت المليشيا عقبها حملة اعتقالات داخلية طالت عناصرها الميدانية والمشتبه بتسريب معلومات، وسط توتر واضح وشكوك متبادلة.

والمثير في الأمر أن العملية لم تخلُ من تفسيرات خيالية بين السكان، إذ انتشرت روايات تتحدث عن استخدام “قوى خارقة” أو “طائرات غير مرئية”، وحتى “الجن”، في إشارة إلى الدقة والتخفي اللذين نُفذت بهما الضربة.

عقب العملية، رُصدت موجات هروب واسعة لقيادات الدعم السريع الميدانية من نيالا نحو مدينة الضعين، والتي تحولت إلى محطة عبور رئيسية للفرار باتجاه جنوب السودان. وأكدت مصادر محلية أن بعض القيادات غادرت بالفعل، ما يعكس حجم الارتباك والانهيار المعنوي الذي تعيشه المليشيا بعد اختراق دفاعاتها في قلب جنوب دارفور.

ويرى مراقبون أن هذه العملية تمثل نقطة تحول، إذ كشفت هشاشة الدعم السريع في عمقه الحيوي، وأظهرت قدرة الجيش السوداني على تنفيذ ضربات عالية الدقة في أكثر المواقع حساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى