
بقلم : كل السودانيين
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْر …. وإن كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي
وما شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِن …. عرفتُ بها عدوّي من صديقي
هذان البيتان منسوبان إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه، وهو المولود في القرن الثامن الميلادي، ولكن المتأمل فيهما يغر في روعه أنهما يناسبان كل الأزمنة، ففي كل زمان شدائده التي تختبر معادن الناس، ولعل السودانيون الآن هم الأكثر تمسكاً بهذان البيتان لما حل بهم من شدائد ومصائب تشيب لها المفارق.
ولعله من نافلة القول إن للشعب السوداني تجربته الثرة في تقييم المواقف، فقد أسقطت هذه الحرب كل الأقنعة التي كان يتستر بها البعض،فقد بانت المقولة السودانية الشهيرة ” الصديق وقت الضيق” فقد توارى وتهرب الكثيرون ممن كانوا يدعون القرب والصداقة، فتقطعت أواصر وألقيت صداقات وحظرت أرقام، وتساقط الأصدقاء المزيفون كأوراق الخريف. ولكن من الجانب الآخر كان هناك أصدقاء من الذهب الصافي، أنقياء كما المُزن، يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
فالأمر واضح وضوح رائعة النهار، فهناك من كان بلسماً يداوي الجراح وهناك من يخفي الخنجر المسموم ليطعن في الظهر، وكما ضرب الله المثل في سورة الحجرات للذين كفروا، وعلى الرغم من أن التأريخ لا يعيد نفسه وقع الحافر على الحافر، إلا أن النماذج تتكرر.
ونموذجنا المشرق هنا سيدتان شامختان عظيمتان، هما السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، بسيرتها الذاتية الغنية، وتحركاتها على المستوى الدولي والإقليمي، التي تعكس السياسة الرصينة لدولة قطر، وما تمثله من مواقف جعلت منها رقماً عالمياً مهماً، وقمة عصيَّة الارتقاء، ولما تذله من عون وجهد على مستوى العالم.
والسودانيون يذكرون لها وبامتنان كبير زيارتها إلى بورتسودان ، لتقول للعالم أجمع أن السودان آمن، وأعلنتْ عن تخصيص دولة قطر 10 ملايين دولار لدعم النساء والفتيات المتضررات من النزاع، إلى جانب تقديم دعم عاجل لقطاعي الصحة والتعليم يشمل سيارات إسعاف، أجهزة غسيل كلى وأدوية حيوية، ومقولتها التي يجب أن تُكتب بما الذهب “بتضامننا نتجاوز المحن” نعم بالتضامن والتعاضد والإخاء يمكن تجاوز العقبات.
أما النموذج المشرق الثاني فهو السيدة لؤلؤة بنت راشد الخاطر وزيرة التربية والتعلية العالي القطرية، بالسيرة الذاتية الباذخة والخطيبة المفوَّهة والأديبة الشاعرة، والتي لن تفي هذه الأسطر القليلة عَشر مِعشار ما تستحقه، ولكن يكفي القول أنها كالغيث أينما وقع نفع، وعلى السودانيين أن يحملوها في حدقات العيون، فهي تكن تقديراً خاصاً، وليس أدل على ذلك يوم تخلت عن طقوسها شِبه المقدسة لإفطار رمضان لتلبي دعوة الجالية السودانية وتشاركهم الإفطار وقالت ذلك صراحة في كلمتها أمام الجالية، وغير ذلك من مواقفها الداعمة للسودان منذ أن كانت بالتعاون الدولي وغير ذلك. كل ذلك ولم تُرصد إي إشارة لأجندة خفية أو تدخل في الشؤون الداخلية، فقط الأريحية التي تحكم العلاقة بين الأشقاء. .
وعوداً إلى سورة الحجرات، والمثل الظلامي للذين كفروا، الذي جسدتاه امرأة نوح وامرأة لوط، هو مساعدة وزير خارجية دولة الإمارات للشؤون السياسية لانا نسيبة، وسفيهتهم أميرة عبيد محمد عبيد الحقيني قميئات الهيئة، مظهراً ومخبراً، اللتان تكذبا كما تتنفسا، ويكفي أنهن يمثلا الدويلة التي هي قرن الشيطان، تهرف دائماً بما لا تعرف، وبالنسبة للسودان فهي مصدر كل الشرور، ويكفي ذلكم التصريح الخائب، التي حاولت فيه دولتها إقصاء الشعب السوداني، بأن القوات المسلحة والجنجويد لا يمثلان الشعب السوداني، في محاولة يائسة لتبيض وجه مغول العصر، خسئت يا هذه وخسئت حكومتك.فالقوات المسلحة السودانية هي الوحيدة التى تمثل الشعب السوداني والجنجويد يمثلون دولة الشر الإمارات .
شكراً قطر
شكراً السعودية
شكرا الكويت
شكراً عمان
تٌف على بن زائد