خلافات قيادة الدعم السريع ظهرت جلياً في مواقف الميليشيا المضطربة..
في الوقت الذي تسعى فيه مجموعة “القوني حمدان دقلو” إلى إنهاء الموقف البائس الذي وضعهم فيه “عبدالرحيم دقلو” ..
عبر التفاوض في جدة، سعى “عبدالرحيم” إلى إفشال مساعي التفاوض عبر عمليات عسكرية تصعيدية في دارفور والخرطوم ( محاولة الاستيلاء على قاعدة النجومي الجوية بمنطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم) ..
“عبدالرحيم” الذي يفضل خيار الفوضى الخلاقة بدلاً من الوصول لأي تفاهمات من شأنها إنهاء احتلال بيوت الناس وممتلكاتهم، لأنه يفكر بعقل التاجر وليس السياسي ، مناجم الذهب في دارفور أهم كثيراً من أي نتائج قد تحجم نشاطه التجاري أو توقفه تماماً ..
عبد الرحيم دقلو تاجر حرب ، له فيها منافع أكبر من السلام ، وأهمها أنه يخوض الآن معركة منافسة مع أخيه “القوني” حول من يصبح رجل الإمارات وقائد ميليشيا خلفاً ل”محمد حمدان دقلو” الذي بات واضحاً أنه عاجز عن القيام بأي دور قيادي حالياً ومستقبلاً.
محاولة الهجوم على عاصمة ولاية الجزيرة مدينة “ود مدني” تأتي في إطار خطوات التصعيد التي يلجأ إليها “عبدالرحيم” كلما شعر بأن هناك طريق آخر ربما ينهي الحرب ..
لن تستطيع الميليشيا الانتشار في ولاية الجزيرة كما انتشرت في الخرطوم ودارفور ، لأن مواردها البشرية في انحسار، كما أن الجزيرة ليست هدفاً استراتيجياً، لن تقبله الحواضن الاجتماعية حتى وإن استعان ب”كيكل” ، والأخير منبوذ من أهله وعشيرته وتبرؤوا منه في عدة محافل، وأعلنوه خائن ومطلوب لديهم، غالبية السودانيين استمعوا لتسجيلات صوتية تشير إلى نقاش بين “كيكل” وأهله على مجموعة “واتساب” ، شتموه وتبرؤوا منه؛ وأبلغوه صراحة أن أهل البطانة ورجالها لا يساندون مغتصبي الحرائر ؛ وقطاع الطرق.
ما فعله ” كيكل” صباح الجمعة ، بمحاولة الهجوم على مدينة ود مدني ماهي إلا مساعي فرقعة إعلامية ، يستفيد منها “عبدالرحيم دقلو” تنفيذ خطته الهادفة لوضع السودان على مسرح الفوضى.
خلال ساعات ستنتهي فصول مسرحية اليوم.. لأنها حققت الهدف المنشود ، وهو فرقعة إعلامية وإثارة الهلع بين السكان .
في مقال قادم سنكشف من أين تحصل الميليشيا على الإمداد بعد افتضاح أمر “أم جرس” ؟.. من التقى دقلو خلال الأيام الماضية ؟ وماهي خطته القادمة ،وماهي المنطقة التي يعد العدة لمهاجمتها.