سلاماً عليك يا عثمان و أنت تسرح و تمرح في جنّات النعيم ، سلاماً عليك و أنت في الملأ الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، سلام عليك يوم ولدت و يوم أستشهدت و يوم أن فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها و يوم تعبث في عليين ..
ما ضرك يا عثمان ما فعل هذا المعتوه و حواصلُ الطيرِ تطوف بك الجنَان و أنت تبغي أن تعود للجهآد تصُول ، تُقتَل ، ثم ترجع فتُقتَل ثم ترجع فتُقتَل ..
دعني أخبرك يا شهيدنا أن مثل هذا (الرابر حليم ) ، لا يعلم عن الشهداء شيئا ، لا يعلم انك و اخوتك تسيرون إلى الله بخطوات ثابته اكثر من خطواته هو على المسرح ، تمضوا إلى الشهادة بوجوهاً مستبشرة اكثر من وجهه امثاله الذين يهتمون بزينتهم اكثر مما تهتم الحسناء بجمالها ، لا يعلم ان عزيمة الشهداء كالجبال ، لله در الجهاد كيف يبني الرجال ، فلا يستوي من يحمل السلاح في ميادين القتال مدافعاً عن عرضه و ارضه مع من يوهب نفسه لهواها و مجونها و سفورها ..
اللهم اعز عثمان مكاوي ، و تقبله شهيدا ، فلا وحشة في قبره ، فقد صدق الله فصدقه ، استودع الله كل غال تركه ، رحل للحب الأعظم و للمقام الأرفع من ليس كمثله شيء ، و ليس كقربه شيء ، و ليس كرضوانه شيء ، رحل عثمان مكاوي و هو يحسب انه محض شخص واحد ، فإذا بالكريم يعرفه للأمّة ، يتسلل للقلب بلطف فيؤنسه و يزرع داخلنا اليقين و و الشموخ و العلو ..
هذا هو بأس رجالنا الصادقين ، (يا حليم ) ان كنت لا تعلم
هذا هو صنيع أبطالنا المجاهدين ، (يا حليم ) ان كنت لا تدري
هذا هو طريقهم أشلاء و دماء و فداء و إصطفاء و شهادة ، و من ثمّ فتح و نصر مبين فجنّة و نعيم مقيم ، و لا يسوى مثلكم ( يا حليم )خشخشة نعل عثمان مكاوي في جنة النعيم ..