إلى رجال قواتنا المسلحة البواسل ، نحييكم و نرفع لكم القبعات احتراماً وتقديراً ، ضباطاً و ضباط صف و جنود و أفراداً و عاملين ، تحية الفخر و الاعتزاز و المحبة و أنتم تواصلون تقديم المثل الأعلى في العطاء و الفداء و الولاء لوطننا الغالي و قرة أعيننا سوداننا الحبيب ، أبطالنا الكرام يسرني أنّ أقدم لكم أطيب الأمنيات و أحر التهاني بمناسبة الذكرى السبعون لعيد الجيش الوطني السوداني مصنع الرجال و عرين الأبطال ، مدرسة الرجولة و القيم و الإباء و الشمم ، و الذي أكد منذ اللحظة الاولى لتأسيسه أنّه حصن الأمّة المنيع و حامي حقوقها و المدافع عن عزتها و كرامتها و المنافح عن شرفها و كبريائها و رمز سيادتها في وجه كل غازٍ او معتد ..
إنّ المؤسسة العسكرية تُعد دون منازع داعمًاً للانتماء و معززة للولاء و مقوية للحس الوطني لدى منتسبيها و لدى شعبها العظيم قاطبة ، فمن أهم ما يميز هذه المؤسسة أن جنسيتها خالصة لا يشوبها شائبة ، و أدوارها ترتكز على فلسفة رئيسة لا جدال حولها أو مزايدة و هي الحفاظ على الهوية القومية السودانية و المنسدلة من القيم النبيلة لهذا المجتمع صاحب التاريخ التليد و الجغرافيا الفريدة ، و الذي يمتلك الوعي الرشيد تجاه جيشه ووطنه ، و ندرك بالطبع العلاقة الوثيقة بين الجيش و الشعب ، إذ إن روافد الإمداد البشري للمؤسسة العسكرية يعلوها همة و عزيمة و عشق تراب الوطن ، و هذا ما يسهم في تشكيل العقيدة الراسخة في أذهان منتسبيها التي لا تتباين من الجندي إلى القائد باختلاف الدرجات و الرتب و الصلاحيات ، حيث إن مبادئ العسكرية موحدة لا تقبل التجزئة في مكونها ومكنونها العميق ، فغايتها السامية تقوم على حماية الأمن القومي بأبعاده المختلفة داخليةً كانت او خارجية ..
ظل الجيش السوداني العظيم عبر تاريخه الحافل القوة المعبرة عن شعبه الأبي ، و دليل صلابته ، و رمز رفعته و عزته على مر الأزمان ، و ستبقى العسكرية السودانية صاحبة الشرف و الأمانة تحمل على عاتقها الأمن المتكامل للوطن الحر ، فسجلها يحفل بالبطولات ، و تاريخها وثيق بالملاحم المشرفة ، و لن يتوقف عطائها جيل تلو جيل ، و لن تقبل إلا بنهضة البلاد و أمان العباد مهما تكلفت من ضريبة ارتبطت بالدماء وبذل الأنفس ..
أيها الأبطال الميامين ، يمر عليكم ذكرى عيدكم السبعين و انتم مازلتم تخوضون معركة الدفاع عن الوطن و تقوضون دعائم الاعتداء العابر للحدود و تحطمون أحلام أسياده و داعميه ببطولاتكم و تضحياتكم ، تمدون أجسادكم جسراً ليعبر الوطن إلى بر الأمان ، ترسمون لوحة الشموخ و الانتصار في معركة الكرامة الوطنية و تخطون بدمائكم صفحات مشرقة في تاريخ السودان الحديث ، عابقة بالمجد و الفخار ، ستبقى ماثلة أمام الأجيال القادمة تشحذ العزائم و تحفز الهمم و تعطي القدوة و المثل في التضحية و الفداء و البذل و العطاء ..
يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة إن معركتنا مع هذا التمرد الغاصب المعتدي هي معركة وجود و مصير لا مجال فيها للتهاون أو المهادنة أو التنازل و إننا اليوم مصممون أكثر من أي وقت مضى على الصمود في وجه مشاريع الفتنة و التقسيم و التي تستهدف سوداننا الغالي خدمة لأطماع العدو الخارجي فهو المستفيد الأكبر من كل ما يجري من فوضى و تقتيل و اغتصاب و تشريد و تهجير قصري لأبناء شعبنا ، فهنيئاً لكم ثقة أبناء الوطن الذين بادلوكم الوفاء بالوفاء ، معكم جنباً بجنب في خندق الدفاع عن الوطن ، رافضين أي شكل من أشكال التبعية و الارتهان لمشيئة الخارج ، متمسكين بقرارهم الوطني المستقل ، معبرين عن إرادتهم الحرة و حقهم المشروع في الحفاظ على كرامة و سيادة الوطن..
التحية و التجلة و التقدير جيشنا الأغر ، سبعون عاما مضت من البطولات ، هي كالتاج على الرؤوس و العقد على الاعناق ، و انتم تواصلون بذل الغرقد الدم و تسورون الوطن بأجسادكم ..
التحية و الإجلال و الإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار قرابين الشرف و الكرامة والإباء و لجرحى و مصابي بواسل جيشنا العظيم ..
التحية لكل أم قدمت شهيداً فكانت الأنموذج في التضحية و العطاء و لكل أسرة شهيد صبرت و احتسبت ..
#التحية لأسركم الكريمة التي تواكب جهدكم لحظة بلحظة و تتحمل معكم الأعباء و الصعاب..
التحية لشعبنا الصامد الأبي وهو يشد على الجراح و ينهض بالوطن من جديد ..
التحية لسوداننا الحبيب ، ذلك العشق السرمديّ ، الذي سندافع عنه بالسنان و اللسان حتى النصر و حفظ الله الجيش السوداني و أيده بنصره و توفيقه ..
الله اكبر ..
عاش السودان عالياً خفاقاً رغم كيد الكائدين..