مقالات رأي

خالدة عبدالسلام تكتب: السودان.. إرادةُ لا تُكسر، و عزمٌ لا يلين ..

في زوايا المنطقة المُثقلةِ بالجراح ، يقفُ السودانُ شامخًا واثقًا في قدرته على مواجهةِ القوى الخارجيةِ الداعمةِ للتمرد ، مجسدًا إرادةِ شعبهِ و قيادتِه رفضًا للمخططاتِ الاستعمارية ، و على أسوارِه تتهاوى أطماعُ الغزاةِ ممن يظنُّ أنَّ بالقوة يمكنهم قهرَ الأحرار ، ليعلِّم الشعوبَ معنى أن تعيشَ و تنتصر؛ لدينها ولربها، ولكلِّ مُوجِبات المُدافَعة، من غيرُنا ليغيِّر التاريخَ و القيمَ الجديدةَ و السِّير؟ ، من غيرُنا لصياغةِ الدنيا و تركيبِ الحياةِ القادمة ، المستميتُ على المبادئ مؤمنًا ، المشرئبُّ إلى النجومِ لينتقي صدرَ السماء لشعبنا؟ ..

و نحن نتنسمُ أريجَ الانتصار العسكري الكبير على إماراتِ الشرِّ و مرتزقتها في معركة الكرامة و التحرير ، تلاها اليوم انتصارٌ دبلوماسيٌّ كبيرٌ في المعركةِ القانونية بعد لجوءِ السودانِ إلى التحكيمِ الدولي ، برفع شكوى ضد الإمارات؛ فاضحًا دورها أمام العالم في كلِّ الكوارث و إشعال فتيلِ النزاعِ و تغذيةِ الحروبِ الأهلية و دعمِها اللوجستي للمليشيات و التلاعبِ بمصائر الشعوب ، شكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية ، تحملُ في طيَّاتها الكثيرَ ، فهي كسرٌ لأنفِ اللئيم ، و صرخةٌ في وجهِ الطغيان ، أنْ كفى عبثًا بدماءِ الشعوب ، هو إعلانُ قوةٍ و شجاعةٍ و إرادةّ و هيبة ، هو كسرٌ لحاجزِ الخوف ، فحيث يكونُ الأحرارُ تُحفظُ الحقوقُ ، هذه الشكوى هي السيفُ الذي يقطع؛ لتلك الأيادي الخفية، التي تسلِّح و تَرعى و تُموِّلُ من خَلفِ ستار ، تلك الأيادي التي تتلاعبُ بأرواحِ البشرِ و لا تتورَّعُ في تحويلِ الحياةِ إلى جحيمٍ، و المدنِ إلى دمارٍ، و العواصمِ إلى كومةِ رماد ..

فلتعلمْ الإماراتُ أنَّ بالسودانِ رجالًا كالطَّودِ الشامخِ ، تتنفسُ الثباتَ و تحيا على المكارمِ، لا تخشى الملَّماتِ ، أقوياءً صناديدَ تمرَّسوا على هدمِ الإمبراطورياتِ و طواغيتِها ، رجالًا تتحطمُ أمامهم هممُ الملوكِ و الجبابرةِ ، رجالًا من صناعةِ قوةِ الإيمانِ بالله تعالى و الاعتصامِ بحبله المتين ، الصامدين حين تشتدُّ بهم العواصفُ تقوى جذورُهم و يصبحون أشرسَ و أقوى من كلِّ أمسِ ، يعلمون أن النصرَ من نصيبِ من لا يخافُ الحرب ، بل يخافُ عيشَ الخنوعِ و الذلِّ ، و مهما طالت الحربُ فهم أهلُها و رجالُها، و مهما عَظُمت التضحياتُ فهم لم يُولدوا إلا من رحمِها، و في معركة الحقوقِ لا منتصرَ غيرَهم ، هذه النفوسُ الحرَّةُ الأبيَّة ، التي تأنفُ و ترفضُ الذلَّ ، نفوسٌ تهوى الكرامةَ و تعشقُ العزةَ ،و تقْهرُ طغاةَ العصر ..

إلى إماراتِ الشر.. اسعي سعْيك و ناصبي جُهدك؛ فو اللهِ لن تَمْحِي ذِكْرَنا و لن تُميتي وَحْينا ، فما جمْعُك إلا بدَدٌ و لا أيامِكِ إلا عددٌ ، و سيظل سودانُنا الحبيبُ، بعونِ الله، الأقوى و الأقدرَ و الأبقى ، إرادةً لا تُكسرُ و عزمٌ لا يلينُ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى