
الإمارات العربية المتحدة تدعم بشكل إيجابي الجهات الفاعلة التي ترتكب الإبادة الجماعية من خلال تزويدها بالأموال والمعدات والأسلحة لاستخدامها في الصراع.
كما سمعتم من البروفيسور بييرغر، فقد خلصت مصادر الأمم المتحدة إلى وجود مزاعم موثوقة على الأقل بهذا الشأن،
وذهب الاتحاد الأوروبي إلى أبعد من ذلك في تصنيف شركة ذهب سودانية يملكها ويديرها الجنرال حمدان وعائلته، على أساس أنها تُستخدم لتأمين الدعم العسكري من الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك توفير الأسلحة التي تستخدمها قوات الدعم السريع في الصراع في السودان.
علاوة على ذلك، فإن الإمارات العربية المتحدة ليست دولة قريبة جغرافيًا ذات مصالح استراتيجية في السودان فحسب، بل إنها دولة تربطها صلات وثيقة جدًا بالقيادة العليا لقوات الدعم السريع وقدرة حقيقية على التأثير على سلوكها.
ثلاثة أمثلة توضيحية على هذه الروابط:
أولاً: في ديسمبر 2023، تم تصوير الجنرال حمدان في مطار عنتيبي وهو ينزل من طائرة تابعة لشركة رويال جيت، وهي شركة طيران إماراتية مستأجرة يديرها مستشار لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتُظهر سجلات الرحلات أن تلك الطائرة قد أقلعت من أبوظبي.
ثانيًا: يعيش شقيق الجنرال حمدان الأصغر في دبي منذ عام 2014، حيث أسس شركات لإدارة مصالح العائلة في تسويق الذهب المستخرج من السودان.
ثالثا: وكما سمعتم بالفعل من البروفيسور بييرغا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على فرد واحد وسبعة كيانات موجودة في الإمارات العربية المتحدة بسبب دعمهم لقوات الدعم السريع.
وفي ضوء كل هذا، هناك كل الأسباب التي تجعلنا نعتبره معقولاً على الأقل.
فقد أفادت تقارير صحفية أن الجنرال حمدان قد سافر مؤخرًا إلى الإمارات العربية المتحدة للقاء كبار المسؤولين الإماراتيين ومناقشة إعادة تنظيم قوات الدعم السريع المحتملة بعد تحرير الحكومة للخرطوم.
على الرغم من علمها بأن قوات الدعم السريع كانت ترتكب أعمال إبادة جماعية. واصلت الإمارات العربية المتحدة ولا تزال تقدم العون والمساعدة لقوات الدعم السريع، بما في ذلك من خلال توفير الأسلحة والمعدات لاستخدامها في النزاع.
لا شك أن بعض هذه الأسلحة قد استُخدم بالفعل، ومن المرجح جدًا أن يُستخدم، لارتكاب فظائع ضد ما تبقى من جماعة المساليت في شمال وغرب دارفور، بما في ذلك عشرات الآلاف المحاصرين حاليًا في الفاشر وأماكن تجمع أخرى مثل مخيم زمزم.