Uncategorized

تعليقاً على دموع سعادة السفير نور الدائم عبدالقادر خالدة عبدالسلام تكتب.. صبراً أخي صبراً.. فإنَّ بعد العسرِ يُسراً

تعليقاً على دموع سعادة السفير نور الدائم عبدالقادر
خالدة عبدالسلام تكتب
صبراً أخي صبراً.. فإنَّ بعد العسرِ يُسراً..

أمام ذلك الخذلانِ العربيِّ و الإفريقيِّ الكبيرِ للسودانِ و شعبه ، انفطرَ قلبُ سفيرنا؛ الشيخِ الحافظِ لكتابِ اللهِ، نور الدائم عبدالقادر ، لم تتركْ تلك الغُصَّةُ و هذا الوجعُ لذلك الخاشعِ التالي متَّسعاً للتجلِّد ، ففاض القلبُ بما فاض ، تلك المشاعرُ الناطقةُ بصمتٍ ، الحاضرةُ بقوةٍ ، طفتْ على الواجهةِ و كانت معبرةً بعمقٍ كبيرٍ ، فقد اشتدَّ الحزنُ و امتدَّ ، فما أغلى و أصدقُ دموعِ الرجال ..

لا تحزنْ يا أخي السفير على خذلانهم ، فإن حقيقتهم باتت عاريةً و قد التقموا من شجرِ الغرقدِ فانكشفت سوءتُهم و انعدمت ضمائرُهم ، تلك الدولُ التي تدينُ لنا بالكثيرِ، و التاريخُ حاضرٌ و على ذلك شاهدٌ ، و الآن و للأسف انحصر دورُها فصارت إمَّا تشاهدنا بعين المتفرجِ أو تقاتلنا بيد السفَّاحِ فيدعمونه بالمالِ و السلاحِ و الإعلامِ فماذا ننتظر منهم ؟

ارفع رأسكَ عالياً أخي سعادة السفير و كفكِف دموعَك؛ فنحن القيادةُ و الريادةُ و السيادةُ و الكرامةُ و الشموخُ ، و لا ننتظر شيئاً من أؤلئك الذين يتوسَّدون أرائكَ مجلسِ الأمنِ و هيئةِ الأمم ، و الذين لا يستوحون ضمائرهم و لكنهم يستوحون خوفهم ، دعكَ عنهم، فأؤلئك هم أكثرُ المتفرجين صمتاً و تخاذلاً و قَعوداً ، و قد أسمعْتَ لو ناديتَ حياً ..

و لكنّا سنبقَى ..
سنبقَى نغرِّد رغمَ أوجاعِنا ، لن ننكسرَ يوماً أو ننهزمَ، و سنبقى شوكةً في حلوقهم ..
سنبقَى مهما طال الليلُ و اشتدَّ الظلامُ ، نوراً و نبراساً و شمساً تعمي بصائرهم ..
سنبقَى و لن نموتَ، لأننا ثورةُ بركانٍ يأبى الطُّمورَ ، فصلابتُنا و قوةُ عزيمتنا تؤرقِّانهم ..
سنبقَى ..
أقوياءَ بالله ، عظماءَ بمبادئنا ، أشداءَ بلُحمتنا ، قد نطلقُ الزفراتِ و نبدي التأوُّهاتِ ، و لكن ستبقى زفراتُنا مقدماتِ التحدِّي، و تأوُّهاتُنا بداياتِ الانتصار ..

كُن فخوراً أخي بتلك الدمعة التي سقطت على وطنك الحبيب ، و حقَّ لك ذلك ، فالسودانُ علَّم الشعوبَ كيف تكون حرّةً و أيقظ فيها صلابةَ المقاومِ و أحيا فيها عاطفةَ الإنسان ..

فصبراً اخي صبراً ، إنّ بعد العسرِ يُسراً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى