قبل مغادرته في جولته الخارجية، قام البرهان بزيارات ميدانية شملت المناقل والبطانة وشندي وعطبرة ومروي وكوستي وكنانة، واختتمها بزيارة إلى أم درمان. عاد إلى مدينة بورتسودان أول أمس ليلاً، حيث وضع خطط العمليات الحربية لقواته على جميع المحاور، مع ترتيب الأولويات وفقاً للموقف العملياتي الراهن.
في سياق متصل، غادر البرهان في جولة أفريقية تشمل خمس دول، وهو على دراية كاملة بكل تفاصيل ما سيحدث وفقاً للتوقيتات المتفق عليها. وقد تم تنفيذ الخطط بدقة واحترافية، مما أسفر عن تحرير ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بينما يستمر تنفيذ بقية الخطط تباعاً.
يرى بعض المحللين العسكريين أن وجود القادة في الخطوط الأمامية بشكل مستمر يُعد من مبادئ التكتيك العسكري الأساسية. ويبدو واضحاً أن ثقة البرهان كبيرة في قدرات الجيش السوداني، وقوات جهاز المخابرات العامة، والشرطة، خاصةً في مستويات تدريبهم وتسليحهم. كما تتجلى ثقته في القادة العسكريين وخططهم، التي راجعها نظرياً وعملياً، حيث حرص على متابعة جميع المحاور بنفسه.
هذا التفاعل الميداني مع القادة، ومشاركته المواطنين وجعهم وأملهم، بثَّ الروح الوطنية في الجميع. ومع مراجعة التفاصيل الميدانية مع القادة وأركان حربهم، عزز البرهان ثقته في قدرات قواته. هذه الثقة هي ما دفعه إلى مغادرة البلاد للقيام بواجباته الرئاسية، مطمئناً إلى التنفيذ المحكم للخطط العسكرية، ومستنداً إلى عزيمة قواته وشعبه، بعد توكله على الله.
