أخبارمحلي

تحقيق لمنصة “إيكاد” يكشف انتهاكات ميليشيات الجنجويد في الفاشر

#تحقيقات🧵| حرائق التهمت القرى وحوّلت أجزاء كبيرة منها إلى رماد.. قصص تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان.. والفاعل ذاته الذي فعل فعلته قبل أشهر في ولاية “الجزيرة”.

🔻إيكاد وعبر أدوات تحليلية متخصصة تكشف حجم الحرائق في قرى مدينة “الفاشر”، التي وقعت خلال محاولات الدعم السريع السيطرة عليها، وتوضح الأهمية الجغرافية والعسكرية والسياسية لمدينة “الفاشر”، التي قد تكون أحد الأسباب التي دعت للهجوم عليها.

🔻بعد فترة وجيزة من سيطرة الدعم السريع على ولاية “الجزيرة” وسط السودان منتصف مارس 2024، وما رصدته إيكاد من انتهاكات بحق سكان الولاية، ورصد الدلائل التي تُرجّح مسؤولية الدعم السريع عنها، وجدنا أخبارًا تناقلتها وسائل إعلام سودانية تتحدث عن هجوم نفذه الدعم السريع منذ نهاية مارس الماضي على عشرات القرى والبلدات في الريف الغربي لمدينة “الفاشر” السودانية، وارتكاب انتهاكات تضمنت القتل والتهجير وحرق القرى.

أول الأخبار التي رصدناها كان في 13 أبريل 2024، نشرها حساب منظمة “Darfur Victims Support” المختص برصد الانتهاكات في إقليم دارفور، وأشار إلى اقتحام الدعم السريع وحرق قرى عديدة في الريف الغربي لـ”الفاشر”، بينها قرية “سرفاية” وقرية “شرقي مقرن”.

بعد ذلك بأيام عدة، وتحديدًا في 26 أبريل، تمكّن مركز “CIR” المختص بتحقيقات المصادر المفتوحة من تحديد الموقع الجغرافي لأحد الفيديوهات التي نشرتها حسابات لمقاتلي الدعم السريع، وتُظهر سيطرتهم على المكان، الذي اتضح أنه في قرية “سرفاية”.

🔻وجود مقاتلي الدعم السريع في القرية بالتزامن مع ظهور انتهاكات فيها، يُمثل مؤشرًا على احتمالية ارتباطهم بتلك الانتهاكات.

وانطلاقًا من هنا، شرعت إيكاد في تحليل ما حدث في قرى المنطقة (التي وصل عددها إلى 14 قرية) من حرائق وانتهاكات، التي تزامنت جميعها مع هجوم الدعم السريع عليها.

🔻اعتمدت إيكاد في تحقيقها على تحليل مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية واستخدام خاصية “Short Wave Infrared (SWIR) Sensor” من “Sentinel Hub”، التي يمكنها استكشاف الحرائق عبر الأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى صور أقمار صناعية شديدة الوضوح حصلنا عليها من “Maxar”.

أولى القرى التي رصدنا أوضاعها كانت “سرفاية”، التي أثبت مركز “CIR” بالصور هجوم قوات الدعم السريع عليها.

🔻ومن خلال خاصية “SWIR” لاحظنا انتشار حرائق واسعة في أرجاء القرية بين 13 و20 أبريل الماضي.

وعلى بُعد أقل من 4 كم من قرية “سرفاية”، لاحظت إيكاد وقوع حرائق أخرى في قرية “تكيلات” في 14 أبريل، بحسب ما كشفته خاصية “SWIR” من “Sentinel Hub”.

🔻كما ظهرت الحرائق بوضوح في صور خاصة عالية الجودة مُلتقطة في 24 أبريل حصلنا عليها من “Maxar”، وأكدت احتراق منازل القرويين وممتلكاتهم كليًا وتحولها إلى اللون الأسود، مقارنةً بصور التقطتها “Google Earth” للقرية في يونيو 2023.

وبين 2 و5 أبريل رصدنا حرائق في قرية أخرى تُسمى “بركة” تقع على بعد 6 كم جنوب غربي قرية “تكيلات”.

🔻وبحسب ما أظهرته مقارنة الصور الخاصة عالية الجودة المُلتقطة في 24 أبريل التي حصلنا عليها من “Maxar” بالصور التي التقطها “Google Earth” في يونيو 2023، ظهر أن الحرائق أتلفت ممتلكات المدنيين ومنازلهم وأتت النيران على أجزاء كبيرة من القرية.

وخلال الفترة من 5 إلى 15 أبريل رصدنا أيضًا تعرّض قرية “جنجونة” الواقعة على بُعد 4.6 كم جنوب غربي قرية “بركة” لحرائق التهمت معظم المنازل، لا سيما في الجزء الشرقي من القرية.

🔻كما رصدنا في الفترة ذاتها موجة حرائق التهمت منطقة أخرى غرب قرية “جنجونة”، واستمرت حتى 20 أبريل.

🔻وحسب ما نقلته منصة “مراقبون” التابعة لـ”France 24″ عن شهود عيان، فإن قوات الدعم السريع قامت بنهب وحرق المنازل في “جنجونة”، فضلًا عن قتل مدنيين فيها، خلال أبريل الماضي.

وفي منتصف أبريل، رصدنا أيضًا حرائق كبيرة في بلدة “عمار جديد” على بُعد أقل من 5 كم، شمال شرق قرية “تكيلات”.

🔻وحسب مستشعرات “ناسا” الحرارية، فإن هذه الحرائق انتشرت على نطاق واسع، وتركزت بصورة أكبر غرب القرية.

وعلى مقربة من بلدة “عمار جديد”، رصدنا بين 8 و30 أبريل حرائق في 6 قرى صغيرة متجاورة بشكل دائري (لم نتمكن من تحديد أسمائها ومنحناها أرقامًا من 1 إلى 6).

🔻المستشعرات الحرارية وصور الأقمار الصناعية، التي من بينها صور عالية الدقة، كشفت أن تلك القرى تدمرت بصورة شبه كاملة بفارق أيام فقط.

وبتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي حصلنا عليها من “Maxar” لهذه القرى، وتحديدًا “القرية السادسة”، رصدنا تفحّم بقايا المنازل، وبدت كأنها لم تعد صالحة للاستخدام البشري، كما لم نجد أي مؤشر على وجود حياة في “القرية السادسة” بعد الحريق، ما يُرجّح أن الأهالي قد فروا منها.

إضافةً إلى هذه القرى التي رصدناها، وخلال الفترة نفسها في أبريل، كشف فريقنا حرائق امتدت إلى داخل قرية “جرنوقا” الواقعة على بُعد أقل من 2.5 كم شمال شرق “القرية السادسة”، وتركزت الحرائق خاصةً في الأجزاء الجنوبية والغربية منها.

🔻وآخر الحرائق التي رصدناها كانت في قرية “أم عشوش”، على بُعد 1.5 كم تقريبًا جنوب غربي “القرية السادسة”.

الحرائق بدأت في 20 أبريل وتركزت وسط القرية وفي أجزائها الشمالية، ثم توسعت لتغطي كل القرية، باستثناء بعض البيوت في شمالها.

ما لاحظناه مما سبق، أن جميع الحرائق والانتهاكات في تلك القرى وقعت خلال الفترة الممتدة بين 31 مارس و30 أبريل، وهي الفترة ذاتها التي أثبتت المصادر الاستخباراتية المفتوحة وتحليل الفيديوهات والمطابقات البصرية أن قوات الدعم السريع تشن فيها هجمات على تلك القرى.

🔻وهنا يأتي السؤال الهام، ما الأسباب التي قد تدعو الدعم السريع إلى مهاجمة مدينة “الفاشر”؟

📌تتمتع “فاشر السلطان” بأهمية إستراتيجية على مختلف المستويات:

⬅️سياسيًا، هي عاصمة ولاية شمال دارفور، والعاصمة السياسية والتاريخية والإدارية لإقليم دارفور.

⬅️كما أن هناك أسباب عسكرية أخرى تدعو لمهاجمتها، أبرزها أنها تضم مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، كما تُعد آخر المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرة الجيش في إقليم دارفور.

ومن ضمن الأسباب التي ربما تدعو الدعم السريع لمهاجمة “الفاشر”، إعلان الفصائل العسكرية السودانية المستقلة في “الفاشر” والموقّعة على اتفاق “سلام جوبا” في أكتوبر 2020 انحيازها إلى الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع مطلع أبريل الماضي، وهو ما قد يكون أعطى قوات الدعم السريع ذريعة للهجوم على المدينة.

وبجانب الأسباب السياسية والعسكرية، تُمثل “الفاشر” حلقة وصل وحيدة بين مدن شمال السودان وبين إقليم دارفور، والمدخلَ الوحيد لقوافل المساعدات القادمة من ميناء بورتسودان، لذلك، فإن السيطرة عليها يعني احتكار قنوات التواصل الدبلوماسي مع المنظمات الإغاثية والدولية في دارفور.

وإقليميًا، يُعد الريف الغربي والريف الشمالي الغربي لمدينة “الفاشر” منفذًا إستراتيجيًا مع دولتَي تشاد وليبيا بالدرجة الأولى، ومصر في الدرجة الثانية؛ حيث تشترك ولاية شمال دارفور مع تشاد بحدود يزيد طولها عن 420 كم، ومع ليبيا بحدود تزيد عن 377 كم.

أضف إلى ذلك أن السيطرة على “الفاشر” ستمنح الدعم السريع مكاسب سياسية ودبلوماسية، خاصةً مع اقتراب موعد جولة “مفاوضات جدة” بين الجيش والدعم السريع برعاية أمريكية وسعودية؛ حيث إن السيطرة على المدينة تعني أن إقليم دارفور أصبح بالكامل تحت سيطرة الدعم السريع، وما هو ما يُكسبها ورقة ضغط جديدة ويعزز موقفها التفاوضي؛ حيث يمكنها الادعاء بأنها تمثل إقليم دارفور بالكامل.

وتتضمن “الفاشر” وأريافها 18 بلدية، و90 حيًا، ويقيم فيها حاليًا قرابة 1.5 مليون نسمة، بينهم 800 ألف نازح ينحدرون من جميع أنحاء ولايات دارفور الأخرى.

🔻وتُعد حاضنة تاريخية للمكونات الاجتماعية من مختلف القبائل غير العربية، ولا سيما قبائل “الفور” و”الزغاوة” و”المساليت”، التي سبق أن مارست قوات الدعم السريع ضدها جرائم تطهير عرقي في مدينة “الجنينة” في ولاية غرب دارفور عام 2023، بحسب صحيفة “Lo Pen” الفرنسية وصحيفة “Financial Times” البريطانية.

📌خلاصة ما كشفته إيكاد:

⬅️ظهرت الأخبار عن وقوع انتهاكات في “الفاشر” بالتزامن مع هجوم الدعم السريع عليها.

⬅️تضمنت الانتهاكات حرق وإتلاف الممتلكات والأراضي في قرى المدينة.

⬅️تمكنت إيكاد من إثبات حدوث حرائق في 14 قرية وبلدة في ريف “الفاشر”.

📌أما الأسباب التي دفعت الدعم السريع للسيطرة على المنطقة:

⬅️تتمتع “الفاشر” بموقع جغرافي هام كونها حلقة وصل بين مدن الشمال وإقليم دارفور، وكونها معبرًا لقوافل المساعدات الإنسانية، وامتلاكها حدودًا إقليمية مع ثلاث دول، هي تشاد وليبيا ومصر.

⬅️ربما أحد أسباب هجوم قوات الدعم السريع على “الفاشر”، انحياز “القوة المشتركة” في المدينة إلى صفوف الجيش السوداني.

⬅️من المُرجّح أن يكون أحد أهداف قوات الدعم السريع من سيطرتها عليها، استخدامها كورقة سياسية لتعزيز موقفها في المفاوضات القادمة مع الجيش السوداني.

https://x.com/EekadFacts/status/1793275007772029212

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى