بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى:
{أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} (الحج:39).
الشعب السوداني الصابر المجاهد
لقد نشطت ما يسمى تقدم بقيادة العميل حمدوك وتحركت في كل الاتجاهات مطالبة بتدخل اممي في السودان وذلك بعد التقدم العسكري الملحوظ للجيش السوداني والقوات المساندة له على الأرض، وتتابُع هزائم قوات الدعم السريع، وفقدانها عددًا من مواقعها التي كانت تسيطر عليها، ومقتل عدد كبير من قادتها العسكريين، وموجة الانسلاخات المتتابعة لقادة عسكريين ومدنيين منها، وإعلان مساندتهم للجيش.
هذا الوضع مثّل أزمة حقيقية انعكست بصورة مباشرة في الخطاب السياسي والإعلامي للجناح السياسي للدعم السريع فطفقوا يبحثون عن مخارج دبلوماسية من هذه الأزمة عبر المنظمات الإقليمية والدولية من خلال آليات التدخل العسكري تحت راية حماية المدنيين. وكانت هذه آخر ورقة رهان بالنسبة لهذه القوى المدنية لإنقاذ جناحها العسكري من هزيمة محققة على الأرض.
ونحن في الجبهة الوطنية لدعم القوات المسلحة بالاقليم الأوسط نؤكد ان الانتهاكات والفظائع والهجمات على المدنيين المستمرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة ( مدن وقرى محلية شرق الجزيرة و مدن وقرى محلية الكاملين ومناطق أخرى بوسط السودان، والتي خلفت آلاف القتلى و الجرحى والمفقودين وعشرات الآلاف من النازحين، نؤكد ونحن نعيش في أرض الحدث أنها تم ارتكابها عن عمد وقصد؛ بغرض تعبئة الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وتحشيده في اتجاه الاستجابة لنداءات نشر قوات أممية
والهدف من ذلك قطع الطريق على الجيش السوداني، والحيلولة دون استكمال تقدمه المتسارع على الأرض، ووقف انتصاراته على قوات الدعم السريع في المحاور الثلاثة: (العاصمة – الفاشر – ولاية الجزيرة
من هنا نبين لشعبنا الكريم أن أي تدخل عسكري إقليمي أو أممي بلا شك هو في صالح قوات الدعم السريع وجناحها المدني، إذ إنه سيوقف تقدم الجيش، ويسحب البساط من تحت أقدامه، ومن ثم سيفضي إلى اتفاق سياسي يمنح قوات الدعم السريع وجناحها المدني مكاسب سياسية على طبق من ذهب.
ومع تصريح غوتيريش القاطع بعدم وجود سبيل لنشر قوات أممية في الظروف الراهنة، لم يعد هناك ضوء في آخر النفق الذي أدخلت نفسها فيه.
لهذا السبب، فإنه من المتوقع أن تتلاحق الأحداث في ولاية الجزيرة بصورة دراماتيكية نحو التصعيد من جانب الدعم السريع بارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين، مع اتخاذهم دروعًا بشرية في مواجهة تقدم الجيش السوداني، وتطويقه لهم يومًا بعد يوم، خاصة في محور ولاية الجزيرة.
ومن المتوقع أيضًا أن تشهد الأيام القادمة موجات انسلاخ واستسلام من داخل قوات الدعم السريع مع اشتداد إحكام الطوق عليهم من قبل الجيش والقوات المساندة له.
ولكن الخونة ما زالوا يسعون لإنقاذ ما تبقى من فلول ما يسمى بالدعم السريع فإذا بنا نسمع بمبادرة مما يسمى بالايقاد بنشر قوات أفريقية.
نحن في الجبهة الوطنية بالاقليم الأوسط نرفض رفضا قاطعا دخول اي جندي اجنبي لبلادنا سواء من أفريقيا أو غيرها
فجيشنا وحده هو المسئول عن حماية المدنيين وهو المسؤول عن حماية التراب السوداني وشعبنا معه في خندق واحد حتى تحرير أرض السودان من دنس الغزاة الاوباش.
وأخيرًا، ونحن في الجبهة الوطنية لدعم القوات المسلحة بالاقليم الأوسط والأمر يعيننا أكثر من غيرنا لأن ارضنا تحت سيطرة المليشيات نؤكد أننا نرفض تدخل اي قوات اممية ولا نحتاج لها لأن هناك جيش صامد قائم بواجباته وهناك حكومة شرعية ترعى شئون مواطنيها وهناك ولايات آمنة ينزح إليها المدنيون الفارون من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وهذه الولايات الآمنة هي تحت سيطرة الجيش السوداني والحكومة السودانية
لكل ذلك، فليس هناك حاجة إلى تدخل قوات أممية ، وإنما المطلوب لحل الأزمة السودانية هو تنفيذ (إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان) الذي تم توقيعه من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023 في مدينة جدة، والذي ألزم قوات الدعم السريع بالخروج من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين والتجمع في نقاط محددة وفقًا للاتفاق.
كذلك ولوقف الحرب ووقف انتهاكات الدعم السريع فإننا نطالب المجتمع الدولي لو أراد فعلا إنقاذ المدنيين وحمايتهم نطالبه بالضغط على دويلة الإمارات وتشاد وكل الدول والجهات الداعمة للدعم السريع بالمال والسلاح والإيواء لوقف دعمها وإعطاء الإشارة بالوقف الفوري.
هذا هو أقصر الطرق لحماية المدنيين ووقف الحرب على الإطلاق.
الجبهة الوطنية لدعم القوات المسلحة بالاقليم الأوسط
د.محمد عبدالله كوكو
رئيس الجبهة
الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠٢٤