تابعنا منذ بداية الحرب مواقف الهيئة الحكومية للتنمية (ايقاد) تجاه السودان في الاجتماعات العادية والطارئة التي ناقشت وضع السودان، ولقد ظللنا مع كل موقف ننبه للخلل الكبير في منهجية الإيقاد وسياساتها حيث تتمادى في انتهاك السيادة السودانية، وقد كانت وجهة نظرها خاطئة للحرب ولا تنحاز فيها للشعب السوداني ولا تعترف بمؤسسات الدولة السودانية. وكنا نرى أن الإيقاد لا تمتلك إرادتها الخاصة بل هي مختطفة لمحاور خارجية ودويلات تساهم في إشعال الحرب في السودان وتزود المليشيا بالسلاح.
ثم جاءت دعوة رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)، للقمة الإستثنائية لدول الهيئة التي تم عقدها في أوغندا بتاريخ الثامن عشر من يناير ، وجاءت الدعوة من أجل مناقشة الأوضاع في الصومال و إثيوبيا والسودان. وقد تجاوزت الإيقاد الأعراف والقوانين بجدولة قضية السودان بدون مشاورة السودان، لتفشل القمة بعد مقاطعة السودان والتي تزامنت مع مقاطعة أثيوبيا لشـأنها الخاص، فعقدت القمة بدون حضور الدولتين اللتين تمثلان الأجندة الرئيسية وتحولت من ثم لمحفل كلمات وخطب بلا تأثير.
لذا كان من الواجب على بلادنا ومن منطلق السيادة الوطنية أن تشرع في تجميد عضويتها في هذه المنظمة وبالتالي قطع الطريق أمام هذه المنهجية التي تضر الشعب السوداني وتمنح قائد المليشيا الإرهابية فرصة لعرض نفسه بالصور مع الرؤساء في مهزلة نعرف جيدا أنها مسرحية مشبوهة مدفوعة مسبقاً بالدرهم والدولار.
إن مناقشة قضية تخص السودان مع المتمرد حميدتي كان خطأ وانتهاك لكل المواثيق الدبلوماسية والأعراف التي تحكم ميثاق الإيقاد ويعتبر طعن واضحاً لسيادة السودان الوطنية، وأيضاً مشاركة للتمرد في جرمه ضد السودانيين، وقفز على الخطوات الضرورية والعاجلة فيما يخص تنفيذ الاتفاقات الملزمة لحل الأزمة الإنسانية التي تعتبر أولوية آنية لا تتتطلب أي تأخير وأهمها إعلان جدة 11 مايو، وذلك لتلافي الآثار التي ترتبت على احتلال المسشتفيات وتخريب مستودعات الغذاء والأدوية، وتهجير المواطنيين من مدنهم و قراهم، وارتكاب المجازر وجرائم الحرب بحقهم.
إن النهج الملتوي الذي قامت به الإيقاد عبر مبادرتها وسلوكها تجاه أزمة السودان لا يحترم سيادته، ولا قراراته التي تحافظ على وحدته، لكل ما سبق فإن قرار تجميد عضوية السودان في هذه المنظمة المختطفة منزوعة الإرادة موقف صحيح لأن احترام سيادة السودان هو المدخل الأمثل لأي موقف خارجي يخاطب الشأن السوداني ويرغب في تحقيق السلام الحقيقي في السودان.
الأمانة السياسية
20 يناير 2024م