تعاني مدينة الدمازين، عاصمة إقليم النيل الأزرق، من ظروف إنسانية مأساوية نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل ميليشيا آل دقلو.
وقال مواطنون إن الأوضاع الاقتصادية والصحية قد تدهورت بشكل كبير منذ بداية الحصار.
وذكرت مصادر من الدمازين أن أسعار المواد الغذائية الأساسية قد شهدت زيادة حادة، حيث ارتفع سعر جوال الدقيق (فتريتة) من 3000 جنيه قبل الحصار إلى 7000 جنيه، رغم أنه يكاد يكون غير متوفر في الأسواق.
وأوضحت أن معظم سكان الدمازين يعتمدون على الزراعة والحرف الحدودية كمصادر أساسية للدخل، لكن الصراع المستمر والحصار أدى إلى فقدان العديد من المواطنين لمصادر رزقهم.
وأشارت إلى أن المواطنين يعتمدون في الوقت الحالي على مواد غذائية بسيطة ومتوافرة محليًا مثل القرع والبطاطا الحلوة والباذنجان والذرة الشامية كأطعمة رئيسية.
أفادت مصادر طبية أن المستشفيات لم تعد تعمل بكفاءتها المعتادة كما كان الحال قبل الحصار، حيث غادر معظم أفراد الطاقم الطبي المدينة. كما توقفت إمدادات المواد الطبية، في ظل انتشار مرض الملاريا وعدم توفر علاج “الكوارتم” بشكل نهائي، مما أدى إلى معاناة العديد من المرضى من نقص الأدوية.
وتوقفت خدمات الاتصالات والإنترنت في ولاية النيل الأزرق بعد استيلاء ميليشيا آل دقلو على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، في 29 يونيو الماضي، وسط قلق من نيتها اجتياح الدمازين.
وإن الشارع الوحيد المتاح لدخول المدينة هو شارع “أم بقر”، حيث تستخدم الشاحنات براميل عائمة للمرور في الترعة المخصصة لـ “أم بقر”. ويعتبر هذا الطريق وعراً، مما يجعل الوقت المستغرق لوصول الشاحنات إلى المدينة حوالي أسبوعين.
وأفاد تاجر بأن أسعار المواد الأساسية شهدت زيادة تقارب 200% منذ بداية الحصار.
حيث زاد سعر جوال السكر (50 كيلو) من 75 ألف جنيه إلى 200 ألف جنيه، وجوال البصل من 60 ألف جنيه إلى 250 ألف جنيه وأصبح حاليا غير متوفر، كما ارتفع سعر صفيحة الزيت من 48 ألف جنيه إلى 144 ألف جنيه، وكيلو العدس من ألفين جنيه إلى 6 آلاف جنيه.
وشدد على أنه يوجد نقص شبه كامل في الوقود، حيث توفر السلطات الوقود في المحطات فقط للجيش وبقية المؤسسات، ويُمنع تمامًا توزيعه على المواطنين.
تم الكشف عن مخازن تم نهبها بالكامل الأسبوع الماضي، حيث تحتوي على كميات كبيرة من المحاصيل مثل الذرة والدخن، بالإضافة إلى وجود نقص كبير في الأوراق النقدية بعد تعطل جميع البنوك.
وقال التاجر: “لم تكن المعاناة مقتصرة على ارتفاع الأسعار فحسب، بل تفاقم الوضع نتيجة جشع بعض التجار الذين يحتفظون بالسلع في المخازن لرفع الأسعار بشكل أكبر.”
أدى هذا الوضع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة، حيث أصبح المواطنون غير قادرين على تحمل تكاليف المعيشة المرتفعة بسبب نقص مصادر الدخل وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفقا لمصفوفة تتبع النزوح التي أنشأتها منظمة الهجرة الدولية، رحل حوالي 55 ألف شخص من ولاية سنار إلى مدينة الدمازين.
تستقبل مدينة الدمازين الآلاف من سكان ولاية الجزيرة الذين فروا بعد استيلاء ميليشيا آل دقلو على مدينة ود مدني في ديسمبر من العام الماضي.