شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
“الإمارات تحتفي بالأخوة الإنسانية.. وتُشعل نار الحرب في السودان”
في خضم الاحتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، الذي يصادف الرابع من فبراير من كل عام، والذي أقرته الأمم المتحدة تخليداً لذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019، والتي جمعت بين قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نجد أنفسنا في السودان أمام مفارقة مؤلمة.
ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم فعاليات واحتفالات بهذه المناسبة، تحت شعار “السلام والكرامة الإنسانية والتعايش السلمي”، تنعقد الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية في دولة الإمارات، الدولة التي تتورط بشكل واضح في تأجيج نار الحرب في السودان.
إننا في السودان، إذ نحيي هذه المناسبة، نرفع الصوت عالياً بأن دولة الإمارات، التي تستضيف هذا الحدث العالمي، هي نفسها التي تدعم المليشيا المتمردة في حربنا الحالية، بالمال والسلاح والتدريب، مما أدى إلى تدمير بلادنا وتشريد شعبنا وانتهاك حقوق الإنسان للمواطن السوداني، وتدمير البنية الأساسية في السودان.
إننا نؤكد أن الاحتفاء بالأخوة الإنسانية في ظل دعم الإمارات لهذه الحرب الظالمة، هو أمر يثير الاستغراب والاستهجان. فكيف يمكن لدولة تدعي التسامح والسلام أن تكون في الوقت نفسه شريكاً في حرب تدمر الأوطان وتقتل الأبرياء؟
إننا ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في السودان، والضغط على دولة الإمارات لوقف تدخلها السافر في شؤوننا الداخلية، والكف عن دعم المليشيات المتمردة التي تعيث فساداً في بلادنا.
إننا نؤمن بأن السلام والأخوة الإنسانية لا يمكن أن يتحققا إلا إذا توقفت الحروب والصراعات، وإذا تم احترام حقوق الإنسان وسيادة الدول.
إننا في السودان، إذ نحيي اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، نجدد دعوتنا إلى السلام، وندعو جميع الأطراف إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى حل سلمي يضمن وحدة بلادنا وسلامة شعبنا.
إننا نؤمن بأن السودان يستحق السلام، وأن شعبه يستحق أن يعيش في أمن وأمان، وأن الأمل في غد أفضل يظل يراودنا، رغم كل الصعاب والتحديات.