
ضياء الدين بلال
حينما نشر الزميل الدكتور مزمل أبو القاسم خبراً (صحيحاً) عن وجود مفاوضات بين الجيش والمليشيا في العاصمة البحرينية المنامة برعاية من خمس دول، سارعت المنصات (الجنجقحاتية)؛ إلى اتهامه بأنه نشر ذلك الخبر سعياً منه إلى إفشال المفاوضات، بدعوى أنها كانت سرية، وبزعم أنه يرغب في استمرار الحرب!
بذات المنطق يمكننا محاكمة المجموعات التي نشرت أخباراً عن مفاوضات تنعقد في واشنطن.. زعمت أنها سرية وغير مباشرة وتجري بين الحكومة السودانية والمليشيا برعاية أمريكية، فهل يجوز لنا أن نتعامل معهم بمنطقهم نفسه، ونصدر عليهم الحكم ذاته الذي رموا به الدكتور مزمل.. ونتهمهم بأنهم يسعون إلى نسف التفاوض ويعملون على استمرار الحرب بالنشر؟
تلك كانت (سرية) وجرت برعاية أجنبية، وهذه يزعمون أنها (سرية) وتجري برعاية أجنبية، فهل يقبلون أن نتعامل مع نشرهم بذات المعايير التي طبقوها على نشر د. مزمل ونتهمهم بأنهم (مسرباتية وأعداء للسلام ويرغبون في نسف المفاوضات واستمرار الحرب)؟
الازدواج في المعايير وقراءة المواقف بانتقائية مُخلَّة تكشف عن نوايا سيئة لا علاقة لها بالسلام ولا المصلحة الوطنية، بقدر ما يتم توظيفها لخدمة أجندات خبيثة، تستخدم الكذب سلاحاً تخذيلياً لصالح المليشيا.. والكفيل!



